إنفاق الأب على الابن البالغ في حالة الوسواس القهري

0 28

السؤال

السلام عليكم..

أنا طالب في كلية الهندسة، نجحت في5 فصول، وقضيت ثلاث سنوات ونصف راسب في الفصل 6 بسبب مرض الوسواس القهري والاكتئاب، وكذلك الجهل الشديد بالحياة والتخبط، نظرا لعدم تربيتي أنا وإخوتي تربية إسلامية صحيحة، وعدم التوعية الجيدة بالحياة، وهناك فرصة أخيرة وإلا سأفصل، وما زال الوسواس موجودا، ولكنه أخف.

وقد هداني الله إلى الإلتزام بالدين، والتخطيط والقرارات الجيدة، ولكني علمت:

أولا: أن البيت الذي نسكن فيه إيجار قديم، وصاحب البيت غير راض، وهم يرفضون التخلي عن البيت اعتمادا على القانون، ولا يقتنعون أنه حرام، وقد سمعت أنه يجب دفع مبلغ الأجرة (المثل) مقابل معظم السنوات السابقة لصاحب البيت.

ثانيا: أن معظم المال الذي يمتلكه أبي في مكتب البريد فوائد ربوية أو تقريبا كله، ولا يقتنع أنه حرام، علما بأن أبي بالمعاش، ويأخذ مرتبا حلالا على عمله، ولكنه لا يكفي للإنفاق على نفسه وأمي وأنا، وإيجار مكان آخر حلال، ولكنه يمتلك بيتا هو وأمي اشتركوا في شرائه بجزء كبير من الفوائد الربوية أو تقريبا كله من الفوائد بعيدا عن المدينة (٤٥ كيلو)، علما أن أمي أيضا بالمعاش، وتأخذ مرتبا حلالا على عملها.

السؤال:
هل يجوز لي العيش مع أبي وأمي في بيت الإيجار القديم، والعيش والعلاج من مال والدي، وإكمال الكلية؟ أم يجب على أبي أن ينفق علي في هذا العمر؟ أم أنني يجب أن أعمل في أي مكان وأترك الهندسة نظرا لعدم القدرة على حضور المحاضرات والفهم والمذاكرة والعمل معا، وألتحق بكلية انتساب إن استطعت بعد تأدية التجنيد الإجباري سنتين جندي بالثانوية العامة؟

علما بأنني لم يشفن الله تعالى من الوسواس تماما؟

أنصحوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء العاجل، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الطمأنينة والرزق الواسع الحلال والسعادة والآمال.

لا شك أن الشاب ليس مسؤولا عن أموال والده إلا من باب النصح والتوجيه والإرشاد، وفي الحالة المذكورة للوالد راتب حلال، وللوالدة راتب حلال، وهناك أموال ترى أنها مشبوهة وأنت ينفق عليك من هذه الأموال، فلا حرج عليك في الإنفاق، طالما وجدت أموالا حلال، والأصل في هذه الأموال هو الحلال كما هو واضح من السؤال.

فلا تشغل نفسك بهذه الأمور، واجتهد في النصح لوالديك في التخلص من الربا وغيرها من المعاصي، إذا سمعوا نصحك، فإن لم يسمعوا فأرجو أن تطلب من إمام المسجد أو من داع إلى الله تبارك وتعالى أن يبين هذه الأمور، والإنسان إذا نصح لوالديه ينبغي أن ينصح بالحكمة، {يا أبت ... يا أبت ... يا أبت ... يا أبت ...} كما فعل الخليل عليه وعلى نبينا صلاة ربنا الجليل.

وقد أسعدنا أنك تخلصت من المرض، وأنك التزمت، وأنك عدت إلى الله تبارك وتعالى، وعليه: فنحن ننصحك بالتركيز في هذا الفصل الأخير حتى تنجح بإذن الله وتتجاوز هذه المرحلة، فإن النجاح هو خير لك على النجاح في حياتك، النجاح في دراستك مما يعينك بعد توفيق ربنا الفتاح على النجاح في حياتك، وأمر البيت وأمر الصراع الذي عليه يحكمه القانون، ونسأل الله أن يعين أهلك على الوفاء بما فيه الخير وبما فيه الحلق، ولكن أرجو ألا تشغل نفسك بمثل هذه الأمور حتى لا تزيدك مرضا وألما.

ونتمنى أن تشتغل الآن بما يحقق لك النجاح في هذا الفصل، حتى تخرج من دائرة التهديد، والحمد لله سعدنا أنك التزمت بالدين، وأنك بدأت تخطط وتضع قرارات جيدة، وهذه عوامل أساسية للنجاح، فافعل الأسباب ثم توكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى، ونسعد بتواصلك معنا بعد تجاوز هذه المرحلة العلمية، واعلم أن الأمر الذي بين الوالد وبين صاحب المنزل هو أمر في القضاء، والقضاء سوف يحكم، وعلى كل حال فإن التذكير بالله مطلوب لكل الأطراف، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات