السؤال
السلام عليكم.
لدي حالة نفسية أعاني منها. عمري الآن 18، بدأت مشكلتي قبل عامين حينما اجتاز أخي الثانوية العامة ودخل كلية الهندسة، كنت حينها مقبلا على الصف الثاني الثانوي، فبدأت أحاول المذاكرة لوقت طويل مثله حتى أتعود عليها، علما بأن مستواي الدراسي كان ممتازا لكن بعد قضاء ساعات طويلة في المذاكرة التي كانت أحيانا بلا فائدة بسبب الإرهاق، أصابني قليل من الاكتئاب لكني حاولت التمسك وعزمت على فعل أشياء جديدة بعد الثانوية العامة لكن الثانوية العامة كانت أسوأ سنة في حياتي.
بدأت طبيعيا في أول الأمر وكنت متفوقا لكن سرعان ما انخفض مستواي الدراسي وصرت أقلق بشكل غير طبيعي، حتى أصبت بالتهاب في معدتي، ذهبت إلى طبيب وشخصني بالقولون العصبي، وأعطاني علاجا ولكني كنت لا أتحسن أبدا، وصرت كذلك 6 أشهر أعاني وتتدمر حالتي النفسية، حتى أني لم أعد أتحمل.
ذهبت لطبيب آخر -وبفضل الله- أعطاني دواء خفف عني وانقضت السنة، ولكني قضيت الإجازة في محاولة التخلص من الإمساك وعسر الهضم، حتى الآن في أول سنة دراسية في كلية الهندسة، وأصبحت أكره نفسي ولم أطق أحدا، وأفكر في ترك الكلية، وكل يوم تسوء حالتي النفسية وألوم عائلتي؛ لأنهم لم يرضوا بذهابي لطبيب آخر طوال الـ 6 أشهر الماضية.
أتمنى أن أعود طبيعيا كما كنت من قبل كأن لم يصبني شيء في جسدي، ويعود شغفي للحياة، وأتمنى أن يرزقني الله معجزة الشفاء من كل ما أعاني منه، ولكني أشعر بأن ذلك صعب أو سيحتاج وقتا طويلا، وأريد أن أتمتع بصحتي وحياتي كما كنت من قبل، وأن تعود حياتي التي انقلبت تماما.
أرجو أن يفدني أحد فقد تعبت!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
-إن شاء الله- حالتك بسيطة جدا، هذه التأرجحات والتذبذب في الحالة المزاجية وانعكاس ذلك على الأداء الدراسي وعلى المزاج العام ظاهرة معروفة تحدث في مثل عمرك لحوالي أربعين بالمائة من الشباب.
أنت لست مريضا أبدا، هذا مجرد نوع من القلق البسيط والتذبذب المزاجي، لكنك بدأت تراقب نفسك بشدة، وتراقب وظائفك الجسدية ووظائفك النفسية، ومن وجهة نظري هذا سبب عليك ضغطا نفسيا شديدا، أدخلك في شيء من الوسوسة حول المستقبل، وأصبحت سلبي المشاعر والتفكير بعض الشيء.
أيها الفاضل الكريم: انظر لنفسك إيجابيا، هذا مهم جدا، والحمد لله تعالى أنت في بدايات سن الشباب، لديك أشياء عظيمة وطيبة في حياتك، نظم وقتك، اجتهد في دراستك، مارس الرياضة هذا أمر ضروري جدا لعلاج الإمساك وعسر الهضم واضطرابات الجهاز الهضمي المرتبطة بالقلق النفسي.
أفضل علاج لها هو ممارسة الرياضة، وتجنب السهر، هذا أنصحك به، رفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، ودائما انظر لنفسك من أنت بعد عشر سنوات من الآن -إن شاء الله تعالى-، -إن شاء الله- تكون في وظيفة محترمة، أو تحضر للدكتوراه، الزواج ... هذا ليس خداعا للنفس، إنما هو واقع، ولا تنزعج حول الماضي أبدا، الماضي كان طيبا، والماضي أصلا ضعيف، المهم هو الآن (الحاضر)، لأن الآن فيه قوة، والمستقبل فيه أمل ورجاء.
فأرجو أن تحفز نفسك من خلال هذه الآليات النفسية البسيطة. رفه عن نفسك – كما ذكرت لك – تواصل اجتماعيا، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، لأنها عماد الدين، ولأنها مريحة حقيقة للنفس، وإن شاء الله لك الأجر العظيم.
أنا سأصف لك دواء بسيطا جدا يسمى (دوجماتيل) هذا هو اسمه التجاري، ويسمى علميا (سولبرايد)، ليس مضادا للاكتئاب، لكنه يحسن المزاج نسبيا، ويعالج القلق والتوترات والإجهاد النفسي، كما أنه يعالج كثيرا الأعراض النفسوجسدية المتعلقة بالجهاز الهضمي.
تناول الدوجماتيل بجرعة كبسولة واحدة يوميا لمدة عشرة أيام، قوة الكبسولة خمسين مليجراما، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة يوميا لمدة شهر آخر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء. هو غير إدماني، غير تعودي، وسليم، وأسأل الله أن ينفعك به.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.