تعرضت لنوبة هلع ودخلت في دوامة الأمراض!

0 25

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 28 سنة، منذ سنة تعرضت لنوبة هلع، ودخلت بدوامة الأمراض، وكنت أشكو من خفقان وضيق تنفس، ثم ذهب -والحمد لله- وبدأت معي أعراض متنقلة.

عملت فحص قلب وكان سليما، وفحص صدر وكان سليما، وأجريت كل الفحوصات وكانت سليمة، ثم بدأت أعاني من دوخة وعدم اتزان وشعور مستمر بالإغماء، وضعف بالأطراف، والشعور بالنعاس دوما، وضعف عام وتعب، وكل الأطباء شخص حالتي أنها نفسية.

قمت بعمل أشعة مقطعية على الرأس، وكانت سليمة عدا أنه يوجد كيس عنكبوتي خلقي، وقال لي الطبيب لا يؤثر عليك أبدا.

أعراضي الحالية: صداع خلف الرأس، ودوخة وشعور بالإغماء، وعدم توازن، وتعب ووهن، وآلام في الرقبة، وكل طبيب وصف لي دواء معينا: الطبيب الأول وصف لي (سيروكسات)، والطبيب الثاني وصف لي (سيبرالكس 20 وميرتازبين 15)، والطبيب الثالث وصف لي (زولفت 50 واونولازبين 5 ودوجماتيل 50)، وقد احترت أي دواء أفضل لحالتي!

تشتت أمري ولا أعرف إلا المعاناة والألم، أصبحت لا أغادر فراشي بسبب أعراضي، وأشعر بأني سأموت في أي لحظة.

منذ شهر أخذت حبة سيبرالكس 20 وميرتازبين 15 بعد العشاء، وأغمي علي ومن وقتها أصبحت أخاف من الأدوية. أرجو أن تساعدوني.

ما سبب شعوري بالإغماء والدوخة؟ وقد فحصت عند طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وكان سليما، وعدد معايناتي عند الأطباء بلغت 54 معاينة، ولم أستفد شيئا!

حياتي أصبحت جحيما، وأشعر بالآلام في كل عضلات جسدي، والشعور بالإغماء حول حياتي جحيما، وأعاني من عدم التوازن.

ارجو الرد على حالتي، وأي دواء أفضل لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.

نوبة الهلع والفزع كثيرا ما ينتج عنها أعراض جسدية، وبما أن الفزع والهلع هو أصلا قلق حاد تعتبر الحالة نفسوجسدية، يعني أن المكون النفسي أدى إلى ظهور المكونات العضوية مثل الصداع والدوخة وعدم التوازن وآلام الرقبة؛ هذه كلها ناتجة من انقباضات عضلية سببها التوتر النفسي الذي يؤدي إلى توتر عضلي.

لكن –يا أخي الكريم– يجب أن تراعي وضعية الرقبة لديك، كثير من الناس لا ينام بصورة صحيحة، البعض قد يقوم بوضع أكثر من مخدة، وهكذا وضعيات خاطئة، هذه تؤدي إلى انشدادات في عضلات فروة الرأس وعضلة الرقبة، وهذا يؤدي إلى الصداع خلف الرأس، وقد ينتج عنه أيضا دوخة؛ لأن الانشداد الشديد من الوضعية الخاطئة يؤثر على غضاريف الرقبة.

أخي الكريم: حاول أن تنام على وسائد خفيفة جدا، ونم على شقك الأيمن، هذه معينات بسيطة جدا لكنها ضرورية جدا.

طبعا ممارسة الرياضة أيضا مهمة جدا، ولا بد أن تقوم بتمارين إحماء عضلي قبل أن تبدأ في أي نوع من الرياضة تود أن تمارسها، هذا سيفيدك كثيرا في أعراضك النفسوجسدية.

تمارين الاسترخاء أيضا تعالج مثل حالتك هذه؛ لأن الاسترخاء الجسدي والنفسي ينتج عنه راحة نفسية كبيرة، واختفاء للأعراض النفسوجسدية.

إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) يمكنك الرجوع إليها من أجل تطبيق الإرشادات الواردة بها، حيث إنها مفيدة جدا، ويجب أن تداوم على تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج جيدة وممتازة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس (الشهيق والزفير) بصورة متدرجة، وكذلك تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها.

إذا: هذه هي مجمل الإرشادات التي أراها مفيدة بالنسبة لك، وطبعا هنالك أيضا إرشادات اجتماعية إسلامية عامة، منها قطعا المحافظة على الصلاة في وقتها، والأذكار، وأن يكون لك ورد قرآني، وأيضا أن ترفه عن نفسك بأشياء طيبة وجميلة، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن تحاول إجادة عملك؛ هذه كلها تمثل عوامل إيجابية لتطوير صحتك النفسية والجسدية.

في السطر الأخير من استشارتك ذكرت أنك تشعر بالآلام في كل عضلات الجسد، سرعة الإغماء: هذه كما ذكرت لك سببها الحالة النفسوجسدية والانشدادات العضلية، وأعتقد أن ما ذكرته لك من إرشاد إن اتبعته سيفيدك كثيرا لتختفي هذه الآلام وبقية الأعراض.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا تركته ليكون آخر النصائح. كل الأدوية التي وصفت لك وذكرت لك هي أدوية متشابهة ومتقاربة، أنا أعتقد أن عقار (سيرترالين) والذي يعرف باسم (زولفت) سيكون هو الدواء المناسب جدا في حالتك، يضاف إليه دوجماتيل بجرعة خمسين مليجراما ليلا، فاستشر طبيبك حول هذا الدواء، وأعتقد أن هذه التركيبة الدوائية ستكون مفيدة جدا لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات