حياتي متعسرة، ولا أدري ما السبب؟

0 42

السؤال

السلام عليكم.

أنا بنت عمري ٢٧ سنة، أموري متعسرة بدون سبب، تكون الفرصة قريبة مني سواء عمل أو زواج ولكن لا تتيسر بدون أسباب مقنعة، يعني لا يتم رفضي ولكن لا تسير الأمور، مع العلم أني ملتزمة والحمد لله.

ما أسباب ذلك؟ لقد وقعت في الحيرة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك.

ابنتي الحبيبة وعد: الذي يحصل لك إنما هو بقدر الله تعالى وعلمه وإرادته سبحانه، كما أخبرنا الصادق الأمين بقوله: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، ويقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الحكيم: (إنا كل شيء خلقناه بقدر)، وقوله (ونبلوكم بالشر والخير فتنة).

ما يحدث لك من تأخر الزواج أو انسحاب الخطاب عنك ابتلاء من الله، وإن لتأخر الزواج حكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، والدنيا ابتلاءات وقد يكون لتقصير بعمل ما، أو قد يكون بذنب والله أعلم، أو لمصلحة ما، ولعل أن يكون سبب عدم تيسير الأمور تقصيرك وبعدك عن الله سبحانه وتعالى سابقا، وتقصيرك في الطاعات وقد يكون سببه نوع الحسد أو العين، فلا تكرهوا شيئا وهو خير لك.

فهناك من يبتلى في صحته، وهناك من يبتلى في ماله، وهناك من يبتلى في نفسه، وهناك من يبتلى في بدنه، وهناك من يبتلى في أولاده، بل وهناك من يبتلى في دينه، وأنت قد ابتليت في قضية تعسر الزواج والعمل، ولكن ما سوى ذلك فهناك نعم كثيرة أكرمك الله تبارك وتعالى بها.

ينبغي الرضا بما قسم الله تبارك وتعالى، فهو أعظم حل، وأعظم علاج، وأنجع وأقوى سبيل للخروج من هذه الأزمة النفسية، لأننا عندما نعلم أن الله لا يقدر إلا الخير، فإن قدر الله كله خير، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (الخير كله في يديك والشر ليس إليك)

ولقد قال عمر -رضي الله عنه-: "لو كشف الحجاب ما تمنى المسلم إلا ما حصل له"، فلا تيأسي وتوكلي على الله في اتخاذ الأسباب، وتأكدي أن الرحمن وزع بين الناس نعمه، فانظري إلى ما حباك الله من نعم واشكريه ليفرج كربك ويرزقك الزوج الصالح.

ومن عوامل قضاء الحوائج عزيزتي ومن عوامل تغيير الواقع المعاش هو الاستغفار ثم الاستغفار، كما أوصانا رسولنا الكريم حيث قال: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، والله سبحانه وتعالى أخبرنا في القرآن الكريم بقوله: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).

الأخذ بالأسباب: أن تتعرفي على النساء الثقات مثلا وتطلبي منهن إعانتك في البحث عن الزوج الصالح، أو الانتماء إلى الجمعيات الدعوية والتعرف على صديقات صالحات، فربما يكن لهن أقارب يريدون الزواج، وأيضا من الأسباب أن يعرضها وليها أو أحد من محارمها على من يرى فيه الصلاح، ونحو ذلك من الأسباب المباحة البعيدة عن الفتنة والريبة، ولا مانع من التداوي عند راق شرعي، ممن يحسنون الرقية على قواعدها وضوابطها وموثوق بهم، والأفضل أن تحاولي أنت رقية نفسك وقراءة سورة البقرة يوميا، وأكثري من الدعاء والاستغفار، وكرري قول الباري: (وارزقنا وأنت خير الرازقين)، وادع بدعاء سيدنا زكريا: (رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين)، وادعي وأنت واثقة من أن الله -عز وجل- سوف يرزقك بالزوج الصالح والمركز الاجتماعي المرموق الذي يليق بك، ويفرح قلبك عما قريب -إن شاء الله تعالى-.

وبعد الأخذ بالأسباب لا تقنطي من رحمة الله؛ فهو القادر على أن يغير الحال، وهو على كل شيء قدير، ومن أهم الأسباب لتحصيل كل الأرزاق هو تحسين الظن بالله وأداء الطاعات، فإنه سبحانه وجل جلاله قد قال: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) صدق الله العظيم.

فإذا تفرغ القلب كان لا بد من ملئه، فاملئيه واشغليه بالله وبمحبته، واشغلي عقلك بالتفكير في دراستك أو عملك أو في أي شيء ينفعك، ما المانع من أن تبحثي عن عمل يتناسب مع ظروفك، اهتمي بحياتك الصحية والنفسية من خلال حرصك على ممارسة الرياضة المناسبة، فهي عامل مهم لملء الفراغ، وتفريغ الطاقة التي بداخلنا، ومن فوائدها: صرف الطاقة الغريزية فيما ينفع البدن، وتفرج الكرب والحصر النفسي، وتساعدك على النوم بشكل أفضل، واهتمي بنظام غذائي صحي وسليم.

أسأل الله أن يسعد قلبك ويكرمك بالزوج الصالح المصلح والعمل المرموق يا وعد.

مواد ذات صلة

الاستشارات