السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، أريد أن أستفسر عن الموضوع.
منذ عامين تقريبا وأنا أحب ابن خالتي، لكن لم يسبق وأن اعترفت لأحد بهذا، وهذا الموضوع بدأ يرهقني، ولكن في الوقت ذاته لا أملك القدرة على أن أخبر أي أحد بهذا الموضوع، خشية أن يفهم أحد فهما خاطئا، فليس لي سوى اللجوء للدعاء.
علما أن ابن خالتي رجل صالح، ملتزم بصلاته وبار بوالديه، لكن أفيدوني ما الذي يمكن أن أجريه حتى أطمئن داخليا؟ لأن التفكير في هذا الأمر أصبح يحتل جل تفكيري بل معظمه؟ وهل يمكنني أن أتواصل معكم عبر واتس أب؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا ومرحبا بك.
ابنتي الحبيبة جود، إن الإسلام ليس ضد الحب، لأنه أصلا دين الحب، بشرط أن يؤدي هذا الحب إلى غاية وهدف بالحلال، وهو الزواج، لكن الحب من أجل الحب فقط مرفوض، لأن عواقبه وخيمة.
تابعي معي هذه القصة:
السيدة صافوراء، ابنة شعيب عليه السلام، حيث أعجبت بموسى عليه السلام بعد أن سقى لها أغنامها وذهبت إلي أبيها تبدي إعجابها به، بطريق التلميح، وليس التصريح، لأنها ذات خلق وحياء؛ حيث يقول الله تعالي: {قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} إذن فصافوراء أبدت إعجابها بموسى -عليه السلام- حينما قالت: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}؛ حيث أكدت أنه قوي، لأنه حمل صخرة كبيرة لا يقدر على حملها أقوى الرجال، وأكدت إعجابها به لأنه أمين حيث أمرها أن تسير خلفه وتشير له على الطريق بحجر، حيث كان الهواء يعبث بثوبها.
لا مانع من الثناء عليه في حضور بنات خالتك وأمام والدته، فلتلك الرسائل تأثير بالغ وعميق في الوصول إلى المراد، فهذا من الأخذ بالأسباب المباحة.
الإسلام دعا إلى الحب، والحياة الزوجية إذا لم تقم على الحب فلا قيمة لها، فالله -عز وجل- عندما تحدث عن الزواج جعل أساسه المودة والرحمة وهما درجة أعلى بكثير من الحب؛ حيث يقول تعالي: {ومن آياته أن خلق لكن من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة} فلم يقل الله -عز وجل- {حبا ورحمة} وإنما {مودة ورحمة}.
أنصحك -ابنتي الحبيبة- بإكمال دراستك بكل حب، وأن لا تتنازلي عن حلمك، والاجتهاد في بناء مستقبل مهني ناجح، كما أذكرك بأهمية صلاة الاستخارة، وأوصيك بالتقرب من الله تعالى أكثر، والدعاء إليه أن يهديك سبيل الرشاد.
إذا تفرغ القلب كان لا بد من ملئه، فاملئيه واشغليه بالله وبمحبته، واشغلي عقلك بالتفكير في دراستك أو عملك أو في أي شيء ينفعك، بما في ذلك الصلاة، وحفظ القرآن، والصوم، وحلق الذكر، وحضور الدروس والمحاضرات، بالإضافة إلى المشاركة في جمعيات خيرية، والعمل في مشاريع: كرعاية الأيتام، ومحو الأمية، ومساعدة المحتاجين، والدعوة إلى الله في العمل والجامعة وأيام الإجازة، قال الحسن البصري: "يا ابن آدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك".
مارسي الرياضة؛ فهي عامل مهم لملء الفراغ، وتفريغ الطاقة التي بداخلنا، ومن فوائدها: صرف الطاقة الغريزية فيما ينفع البدن، وتفرج الكرب والحصر النفسي، وتساعدك على النوم بشكل أفضل.
يقال: إن صاحب الطموح يرى طموحه أمامه كالقمر بين الكواكب والنجوم.
أسأل الله أن يملأ حياتك بهجة وسرورا يا جود.