السؤال
السلام عليكم
رأيت صاحب بقالة يظهر منتجات عليها صور نساء في واجهة متجره، أردت أن أنهاه عن هذا لكي لا يراه الناس، لكني أخشى إن فعلت هذا أنني أجعله ينتبه إليها، وقد يفتتن بها بعد ذلك، لذلك أريد أن تنصحوني بما يفترض علي فعله.
فكرت أن أنهاه عن هذا في الصباح؛ لأنني أظن أن الشهوة الجنسية تكون خفيفة في هذه الأثناء، وقد ينسى أمر هذه الصور إذا ما قويت، فهل هذا فعل صائب؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم-، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، وأن ينفع بك، والجواب على ما ذكرت:
تفكيرك وحرصك في تغيير المنكر الذي تراه أمامك، أمر تشكر عليه، كتب الله أجرك، وهو علامة على قوة إيمانك بالله، لأنك تريد أن تقوم بفريضة غابت عن كثير من الناس، فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنا بدوري أنصحك بالقيام بهذه الفريضة بحسب الضوابط الشرعية.
أنصحك أن تقوم بالإنكار عليه برفق ولين، مع تحين الوقت المناسب لإقناعه بالذي تراه مناسبا، وكما ذكرت فإن الصباح الباكر بما فيه من صفاء النفس وعدم التفكير في الشهوة قد يكون الوقت المناسب للإنكار -إن شاء الله-.
من جانب، أنت تريد بالإنكار على صاحب المحل زوال المنكر، ولا تقصد مطلقا لفت انتباه صاحب المحل للصور حتى يفتتن بها، فتخوفك من أن صاحب المحل إذا أنكرت عليه فإنه قد ينتبه لتلك الصور ثم ينظر إليها ويفتتن بها، هذا تخوف لا ينبغي التفكير فيه، ولا ينبغي أن يصدك عن القيام بواجب النصح، ولعل الذي وقع في نفسك من مداخل الشيطان حتى يصدك عن فعل الخير، ثم إن صاحب المحل واقع في منكر كونه يجعل صور النساء ظاهرة للناس، فهو لا شك يراها ويراها غيره، فتحصل الفتنة بها عليه وعلى غيره، وإنكارك عليه هو الواجب، والتوقف في هذا لا مبرر له.
وفقك الله لمرضاته.