السؤال
تقدم لخطبتي رجل محترم وخلوق، ولكنه مدخن، ما الحكم في ذلك؟ للعلم أني راسلته وقال إنه يستطيع الإقلاع عنه وليس عنده مشكلة.
تقدم لخطبتي رجل محترم وخلوق، ولكنه مدخن، ما الحكم في ذلك؟ للعلم أني راسلته وقال إنه يستطيع الإقلاع عنه وليس عنده مشكلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك، واستشارتك في مثل هذا الموضوع قبل اتخاذ قرار فيه دليل على حسن تدبيرك ورجاحة في عقلك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، ويرزقك الزوج الصالح.
لا شك -أيتها البنت الكريمة- أن التدخين آفة، وهو مضر بالمدخن ومضر بمن يجالسه، كما أن فيه من الإيذاء بسبب رائحته ما لا يخفى عليك، ولا سيما للمرأة مع زوجها، فهذه المساوئ لا بد أن تكون حاضرة أمام عينيك لتتخذي القرار وأنت على بصيرة تامة.
أما نصيحتنا من حيث قبول أو رفض الخاطب الذي يدخن فنصيحتنا على جهة الإرشاد وليس على جهة التحليل والتحريم، فمن حيث التحليل والتحريم يجوز للمرأة أن تتزوج بالرجل المدخن، ولكن هل الأفضل لها أن تقبل أو ترد؟ هذا موضوع آخر، فنصيحتنا في هذا الجانب أن تنظر الفتاة إلى حالها وحال الخطاب وفرص الزواج في محلها وبيئتها، فإن كانت الفرصة متعددة وغالب على الظن أن يخطبها غير هذا الرجل المدخن فالأفضل ألا تقبل بالمدخن ما دامت ستجد غيره، لتجنب هذه المساوئ.
أما إذا كانت فرص الزواج تقل إما لسبب تقدم السن، وإما بسبب كون الفتاة في مكان لا يعرفها فيه الناس وليست لهم علاقات ويقل الخطاب –ونحو ذلك من الأسباب–، ففي هذه الحالة نصيحتنا أن تقبل بهذا الخاطب، وأن تسعى بعد ذلك جاهدة بكل ما يمكنها من أسباب ووسائل لإقناعه بالتخلي عن التدخين وبيان أضراره ودعوته بالأسلوب الحسن وبالكلمة الطيبة، ومساعدته للتخلص من ذلك.
في هذه الحال التي أنت فيها إذا كان الرجل جادا في إقلاعه عن التدخين فليبرهن على ذلك، وطالبوه بأن يقلع عن التدخين بالفعل، وليشعر هو بأن الأمر جد، وأن القبول مبني على هذا الشرط، ليكون دافعا له للتخلص من هذه الآفة، ومن أحب شخصا أحب شرطه لينال حبه ورضاه.
نحب أن ننبهك في آخر كلامنا أنه ينبغي أن تتذكري أن الخاطب لا يزال أجنبيا عنك في مرحلة الخطبة قبل إجراء العقد، والواجب عليك شرعا أن تتعاملي معه كغيره من الرجال الأجانب، فلا تتكلمي معه بكلام فيه خضوع ولين، ولا تضعي حجابك أمامه بعد أن راك النظرة الشرعية التي دعته للخطبة، ولا تختلي به، ولا يجوز له أن يمسك أو تمسيه، وهذه الضوابط كلها تهدف الشريعة من ورائها إلى حفظك وصيانتك وإبعادك عما يكره وتكره عاقبته.
نسأل الله تعالى لك التوفيق.