كيف أقنع أهلي بالزواج من شخص رفضوه؟

0 38

السؤال

السلام عليكم.

أفتوني في مشكلتي، لأنكم آخر حل بالنسبة لي، أنا امرأة عمري 35 سنة، مطلقة منذ سنوات، لدي ثلاثة أطفال، أريد أن أتزوج لكن أهلي يرفضون رفضا باتا كل خاطب يتقدم لي، يقولون لي: تزوجي رجلا كبيرا في السن لأجل بناتك، وأنا لا أريد كبيرا في السن، وكل من يتقدم لي يكون في عمري أو أكبر قليلا، وهذا ما أريده.

مؤخرا تقدم شخص يكبرني بسنة، يريد التعدد، وأنا قبلت، لكن أهلي رفضوه بحكم أنه صغير ولا يعرفونه، فقال لهم: اسألوا عني، وأعطاهم موثقا وسهل عليهم الأمر كله، فهل أقدر أن أتزوج بدون رضاهم؟ أخاف من الندم، هل عند الله حلال؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أولادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح.

نحن نتفهم – ابنتنا الكريمة وأختنا العزيزة – ما تعيشينه من تردد في الاختيار والقبول لقرار الأهل، ولكن قبل أن نجيبك بالإجابة المباشرة عن السؤال نلفت انتباهك أولا إلى أن أهلك جبلهم الله سبحانه وتعالى على حبك والحرص على مصلحتك، والنظر في عواقب الأمور من أجلك، هذا في غالب الأحوال، فلا ينبغي أن تهملي قرارهم، أو ترفضيه دون تريث وتأن ودراسة.

وكونك تعولين بناتا فإن الأفضل بلا شك أن تتزوجي من يسبقك بالسن قليلا، لأنه سيكون أحفظ لبناتك وأشفق عليهن، ولكن إن تقدم لك من ترضين دينه وخلقه ورأيت أنه يصلح لك ومنعك أهلك من الزواج به؛ فلك الحق في أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليجبر والدك على تزويجك أو يزوجك هو، وليس عليك في هذه معصية، فإن الله تعالى منع الولي من أن يعضل موليته – يعني: ابنته أو أخته – من أن تتزوج إذا تقدم لها من يرضى، فقال سبحانه وتعالى: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}، وليس عليك إثم في ذلك، وزواجك سيكون حلالا.

ولكن هل ستسلمين من الندم في المستقبل أو لا؟ هذا أمر راجع إلى التأني ودراسة الأمر قبل الإقدام عليه.

فلا ينبغي أن تخالفي أهلك إلا حيث تبين لك بعد مشاورة العقلاء من أقاربك بأن هذا الشخص الذي ستتزوجينه أهل ويستحق فعلا أن تخالفي أهلك من أجله، مرضي في خلقه، مرضي في دينه.

فإذا اتخذت هذه الأسباب واستخرت الله سبحانه وتعالى ولجأت إليه فإنك -بإذن الله تعالى- لن تندمي نسأل الله تعالى لك التوفيق للخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات