أهلها يرفضون فكرة الزواج قبل إنهائها الجامعة.. ما الحل؟

0 341

السؤال

أحب فتاة وهي تحبني، لكن أهلها قاسون فعلا لدرجة أنها لا تستطيع مصارحتهم بحبنا، صارحت أختها ولكنها عنفتها وشتمتها، نريد فعلا الزواج ولكن هي في السنة قبل الأخيرة لكلية طب الأسنان وأهلها يرفضون تماما الارتباط قبل الانتهاء، وبالتالي لا يمكنني التقدم لها، أقسم بالله أنها بالنسبة لي هدى من الله، فقد كنت قبل أن أعرفها تائها في الدنيا، لا أصلي ولا أقرأ القرآن ولا أعرف ربي حقا ومنذ أن عرفتها تغيرت حياتي، وأحببت طريق الله.

هي بالنسبة لي الأمنية في هذه الدنيا الفانية، الزوجة الصالحة، لا أعلم ماذا أفعل وهي تخاف الله وتحاول جاهدة أن ترضيه وتحترم أهلها ولا تكذب عليهم، كيف يمكننا التحدث معا، وما هو مسموح وما هو غير مسموح؟ هل يمكن لسيادتكم أن تتدخلوا وتقنعوا والدها ووالدتها أن يوافقوا على الأقل بالخطبة الآن؟ صدقوني لا أحتمل الحياة بدونها، أعلم أن الله مع الصابرين ولكن صدقني لا أستطيع التركيز في أي شيء، لا العمل ولا حتى قراءة القرآن وأحيانا أيضا في الصلاة لا يمكنني أن أوقف عقلي عن التفكير فيها، أريد حلا لما نحن فيه.

أرجو من سيادتكم التكرم بسرعة الرد؛ لأنني أقسم بالله حياتي كلها متوقفة، جزاكم الله خيرا ووفقكم إلى الخير دوما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / محمد محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بالزوجة الصالحة التي تكون عونا لك على طاعة الله.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فالذي يبدو لي أنك لم تتقدم لخطبة الفتاة من أهلها حتى تعرف أنهم يرفضون الفكرة أم لا، ولعل هذا هو مجرد توقعات من الأخت، فإذا لم تكن تقدمت لها رسميا فالأولى بك أن تصنع ذلك، وأن تأخذ أهلك معك، وتتقدم لخطبتها بالطرق المشروعة، وإذا لم يوافقوا الآن فيمكنك أن تأخذ كلمة من والدها أن تكون لك مستقبلا، أو أن يعلمك إذا تقدم لها أحد لتكون لك الأولوية باعتبار أنك تقدمت لها رسميا، هذا أخي محمد هو الطريق الصحيح والمشروع الصحيح، فإذا كنت قد تقدمت لها ولم يوافقوا الآن فأرى أن تنتظر حتى تنتهي من دراستها، ومن ثم تتقدم لها ولا أرى داعيا للخوف؛ نظرا لأن الأخت تعرفك وتحبك كما ذكرت، وأعتقد أنه يمكنها أن ترفض أي أحد يأتيها خلال هذه الفترة، بل على العكس أرى أن موقف أهلها بالرفض جاء في صالحك؛ لأنهم لم ولن يقبلوا غيرك غالبا، وبالتالي ستكون لك ما دمت قد تقدمت إليهم، والأخت لا مانع لديها من الارتباط بك.

وكون الأخت لا تستطيع مصارحة أهلها بحبك فهذا شيء طبيعي جدا، بل لو فعلت غير ذلك ما استحقت أن تكون زوجة لك أو لغيرك، وأعتبر أن مفاتحتها لأختها من الأخطاء الكبيرة؛ لأن هذه العلاقة الآن غير مشروعة فكيف تخبر أهلها بشيء محرم؟ أرى أنه مع تريثها ينقصها كثير من العلم الشرعي، عموما قدر الله وما شاء فعل، وليس أمامك فعلا إلا الصبر حتى تنتهي من دراستها، وساعتها تتقدم إليها بسهولة، وموضوع الحديث المتبادل أجيب عنه بسؤالك هذا السؤال: هل ترضى لأختك أن تكلم شابا أجنبيا عنها ويتحدث معها الساعات الطوال أو الدقائق المعدودة، وتفضي إليه بحبها، ويمكنها أن تقابله ليتبادلا معا كلمات الغرام والعشق والهيام؟!! هل ترضى هذا لأختك أخي محمد؟ أكاد أجزم بأنك لم ولن ترضى ذلك بحال من الأحوال، فلماذا ترضى لهذه الأخت ما لا ترضاه لأختك؟ هذا هو الحب والصدق والوفاء.

الحب يعني التضحية والبذل والعطاء، وأرى أنك تريد تأخذ فقط ولا تعطي، إذا كنت صادقا في حبك لها فاصبر عليها، وانتظر حتى تتخرج، ثم تقدم إليها بالطريقة المشروعة المشرفة التي تجعل رأسها عاليا أمام أهلها وأهلك، بدلا من أن يتهموها بسوء الأخلاق وقلة الأدب والاحترام، هذا هو الحب الحقيقي أن تضحي بحياتك أو سعادتك من أجل محبوبك، وأنا على يقين من أنك إذا أعطيتها الفرصة لكي تنتهي من دراستها ونجحت بتفوق ولم تشغلها بمحادثاتك واتصالاتك الغير مشروعة من أن الله سوف يجعلها من نصيبك ببركة تقواك وخوفك منه، وبعدك عن الحرام؛ لأن العلاقة بينكما الآن غير مشروعة ومحرمة شرعا، وأنت لا ترضاها لأختك، فتوقف الآن عن الاتصال بها، وأعلمها أنك فعلت ذلك من أجل الله، وأنك سوف تنتظرها حتى تنتهي بالسلامة، ثم تتقدم إليها؛ لأن ما عند الله لا يتوصل بمعصية الله، وإنما الواجب علينا أن نتوقف عن هذه الاتصالات الغير مشروعة، وأن نتقرب إلى الله بذلك حتى نكون أهلا لإكرام الله لنا وتفضله علينا بتحقيق رغبتنا بالزواج من بعضنا بعضا، أما الآن فقد يعاقبنا الله بالحرمان وعدم التوفيق؛ نتيجة هذه المعصية، وحاول أن تؤقلم نفسك مع شرع الله، وأن تلزمها طاعة الله، وأن تتفرغ لما هو أهم الآن، وجهز نفسك بما يلزمك في دينك ودنياك، حتى إذا ما انتهت من دراستها وتقدمت إليها كنت مناسبا لها لا يمكن لأهلها ردك؛ لأن شرط الكفاءة متوفر، وأنت إنسان ناجح وصالح في نفس الوقت.

أعلمها بذلك كله، واتفق معها على التوقف عن هذه المخالفات، واترك النتائج بعد ذلك لله وحده، واعلم أنه إن كان لك فيها نصيب فلا بد أن تدركه، وأنت تكون لك رغم أنوف الناس جميعا، وإن لم تكن من نصيبك ولم يقدرها الله لك فلم ولن تصل إليها بحال من الأحوال، فالأمور كلها بيد الله وحده، وليست بيدها أو يد أهلها، وإنما الأمر كله لله، فتوجه إليه وألح عليه، وسله أن يجعلها من نصيبك، وتقرب إلى الله بالباقيات الصالحات من الأعمال، وبذلك قد ضمنتها لك زوجة في الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات