السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم، مشكلتي أني لا أريد الزواج، ولا أعرف ما السبب، فعندما يكلموني عن الزواج والخطبة أحس بأني أختنق، قد يكون السبب بأن لدي عقدة بسبب حالة حدثت أمامي، وهي حالة عمتي التي تتعرض للإهانة والضرب من زوجها أو السبب، تعصب أهلي من ناحية الزواج حتى على الشاب ورغبتهم مناسبة الأقرباء فقط، وفي بعض الأحيان أحس أن الزواج يبعدني عن الله وخصوصا أن الذين يتقدمون لي ليس بتلك الديانة التي أريدها.
لا أعرف ما السبب، قد يكون أي سبب من هذه الأسباب أو يمكن لأني إنسانة عاطفية جدا ولا أريد أي شخص إلا إذا أحببته وتقبلته؛ لهذا أرجو منكم مساعدتي، والله المعين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ مسلمة حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوج صالح يحسن معاملتك ويكون عونا لك على طاعة الله ورسوله ويزيد معه إيمانك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن الزواج من سنن الأنبياء والمرسلين، ولذلك قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (النكاح من سنتي، فمن رغب عن سنتي فليس مني) فليس لنا أن نرفض شيئا حث عليه الإسلام خاصة وأنه يتفق مع الفطرة، ويعتبر حاجة من الحاجيات الضرورية التي لابد للإنسان منها ما دام إنسانا طبيعيا ولا يعاني من أي خلل أو مرض.
ولعل موقفك الرافض لفكرة الزواج سببه فعلا بعض الأسباب التي ذكرتها فهي فعلا كفيلة بجعل الإنسان يكره الزواج ولا يفكر فيه إلا أنني أنصحك بالدعاء والإلحاح على الله أن يكرمك بشاب صالح يكون عونا لك على طاعته ويحسن معاملتك ويتلطف معك وتشعرين معه بالأمن والأمان والسعادة والاستقرار، فعليك بالإكثار من ذلك.
واعلمي أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأنه قادر بتقدير الله على تغيير موقف أهلك بل وموقفك أنت كذلك، فأكثري منه ولا تقبلي أي أحد يتقدم إليك، وعليك بمزيد من الصبر وانتظار الفرج من الله تعالى، واعلمي أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، وأن الله عند ظن عبده به، فأحسني الظن به والتوكل عليه والدعاء والإلحاح أن يذهب الله عنك هذه الحال الرافضة للزواج، وأن يكرمك بعبد من عباده الصالحين، وأن يشرح صدر أهلك لقبوله وتأكدي من أن الدعاء سيحقق لك ذلك كله إن شاء الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق في الدارين.