السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسمع أصواتا من الخزانة أثناء الجماع، زوجي يبررها بأنها طبيعية، قد يتمدد الخشب وما إلى ذلك، وقد أشعر بآلام يبررها زوجي بالتهاب وغيره، ولكن ما لا أستطيع تبريره هو سماعنا صوت صراخ من خارج الغرفة!
زوجي يقول: إن الأولاد يتكلمون في نومهم، علما أن أصغرهم بعمر 5 سنوات، فلماذا في وقت الجماع؟ أحيانا نسمع صوت مشي خارج الغرفة، فنخرج لتفقد الأطفال ونجدهم نائمين!
أحيانا عندما يريد زوجي البدء يستيقظ أحدهم أو يقلق ويخاف من الكوابيس.
البارحة جاء ابني -10 سنوات- ونام معنا من خوفه، في اليوم التالي شغلت سورة البقرة، ولكنه بدأ بالبكاء، لأنه لا يستطيع النوم، أغلقت القرآن وعدنا لغرفتنا بعد أن نام، أقفلنا الباب وفي وسط العملية قطعناها لسماع بكاء، خرجنا وجدناه نائما، عدما نكمل سمعنا صوت ركض بعصبية، قطعنا الأمر وخرجنا وجدناهم نائمين.
زوجي يبرر أنه قد عاود النوم، وأنا لا أرى ذلك، كثرة الانقطاعات تفقدني الرغبة في الأمر، عدا الألم، وكلما قرأت سورة البقرة أنام، حفظتها ولكن لا أداوم عليها، سماع الصوت كان من قبل أن أنجب الأطفال، وزوجي يبرر صوت الهواء، صوت من الجيران.
لا أعرف هل أنا موسوسة أم مسحورة؟ في منامي أرى أحيانا جنا، وأجاهد بقراءة خواتيم سورة البقرة أو الكرسي بالمنام فيذهبون، أفيدوني بحل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
بما أن هذه الأصوات تسمعونها من قبل أن ترزقوا بأطفال، فهذا يعني أن هنالك من يحاول التضييق عليكم من غير الإنس، فبعض البيوت يسكن فيها جن كما ثبت في ذلك أحاديث كثيرة.
الذي أنصحك به ألا تجعلي عقلك يركز على هذا الأمر، وأن تحاولي نسيانه حتى لا يستولي على ذهنك، فإن الذهن إذا انشغل أثناء العلاقة الحميمية، فإنه لا يجد لها لذة بل ينفر عنها ويجف الفرج فتشعر المرأة بالألم.
كما أوصيكم بما يأتي:
- المحافظة على أداء الصلاة في أول وقتها، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، فإن ذلك من أسباب جلب الطمأنينة للقلب كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
- حافظوا على أذكار اليوم والليلة والذي يشمل أذكار الصباح والمساء والطعام والشراب وأذكار دخول الحمام والخروج منه وأذكار النوم وأذكار الخروج من البيت والدخول إليه، ولا تنسوا الذكر الذي يقال قبل البدء بالجماع : (اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا).
- ارقوا أنفسكم وأبناءكم بما تيسر من الآيات القرآنية وأقلها الفاتحة والمعوذتان والإخلاص وآية الكرسي والآيتين الأخيرتين من البقرة، إضافة إلى الأذكار المأثورة ثم النفث في الكفين ومسح ما استطعتم من أجسادكم وأجساد أبنائكم.
- شغلوا سورة البقرة في البيت كل ثلاثة أيام وخاصة في النهار، فإن الشيطان ينفر من البيت التي تقرأ فيه سورة البقرة.
- اجتهدوا في تقوية إيمانكم من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
- الزموا الاستغفار وأكثروا من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).
- أكثروا من التضرع بين يدي الله تعالى أثناء السجود، وتحينوا أوقات الإجابة وسلو الله تعالى أن يصرف عنكم الشيطان الرجيم وأذيته وأكثروا من دعاء ذي النون: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).
- آمل أن تنفذوا هذه الموجهات والعمل بها فإنكم إن فعلتم بموجبها فسوف يختفي كل ما تعانون منه -بإذن الله تعالى-.
إن لم تذهب فلا بد أن تبحثوا عن راق أمين وثقة من أجل أن يستكشف حالتك، فإن تبين أن هنالك شيء فلا بد من البدء بالرقية بحضور أحد محارمك، مع الاستمرار حتى تذهب المعاناة.
نسعد بتواصلكم، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنا وعنك الشيطان وأذاه، إنه سميع مجيب.