السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجي مغترب عنا في دولة عربية، وأحيانا يشعر في منامه كأن أحدا يلف به الغرفة، لدرجة أن نفسه ينقطع، ويشعر بضربات قلبه تتوقف، ويصرخ أثناء النوم لدرجة أن من حوله يسمع صراخه.
هو لا يستمع إلا للقرآن، ومحافظ على الصلاة، وأحيانا يصاحبه صداع مؤلم، ورغم أنه قام بفحص شامل -والحمد لله- طمأنه الطبيب أنه بخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، نسأل الله تعالى الشفاء والعافية لزوجك الكريم.
هذا الذي يعانيه زوجك الكريم يعتبر نوعا من اضطرابات النوم، فالذي يحدث له – حفظه الله – هو نوبات هرع أو هلع في أثناء النوم، والدليل على ذلك تسارع ضربات القلب، وفي ذات الوقت يحدث له هرع نومي، هذه أيضا ظاهرة معروفة تماما.
هذه الظواهر في أثناء النوم تمت دراستها بكل دقة وفي معظمها لا توجد أسباب واضحة، لكن في بعض الناس ارتبطت بالعلاقة الوراثية، مثلا تجد أن الذين تحدث لهم هذه التجربة غالبا لديهم أحد أقربائهم – كأحد الوالدين مثلا أو الإخوة – لديه نفس هذه الحالة أو حالة مشابهة، كالكلام في أثناء النوم، أو المشي في أثناء النوم، وهذه الحالات تتقلص وتختفي إن شاء الله تعالى بمرور الوقت.
كما أنها في كثير من الحالات تكون مرتبطة بالإجهاد النفسي والقلق الداخلي والتوترات، وكذلك الإجهاد الجسدي.
من وجهة نظري أن زوجك الكريم يحتاج أولا: أن يتجاهل ظاهرة المنامات هذه، ولا يتكلم عنها، ولا يحكي عنها، يسأل الله تعالى خيرها ويستعيذ به من شرها، ويتفل على شقه الأيسر ثلاثا بعد أن يستيقظ.
الأمر الثاني هو: يجب أن يعد نفسه إعدادا جيدا للنوم، أولا: لا يتناول أطعمة دسمة في وقت متأخر من الليل، بل يفضل أن تكون وجبة العشاء خفيفة جدا ومبكرة، والأمر الآخر هو: أن يطبق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين شد مجموعة من العضلات وقبضها ثم استرخائها، مفيدة جدا، يطبقها في الصباح، وكذلك ساعة ونصف قبل النوم، توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين.
من المهم جدا لهذا الأخ أيضا أن يمارس رياضة، خاصة رياضة المشي، ستفيده كثيرا جدا، وعليه أيضا أن يدخل في نوع من التأمل الإيجابي قبل النوم، بعض الناس تجدهم يستحضرون كل المشاكل الحياتية في فكرهم ووجدانهم قبل النوم، لا، قبل النوم يكون هنالك تأمل إيجابي، تكون هنالك أفكار طيبة، الإنسان يا حبذا لو توضأ، يحرص على أذكار النوم، هذه كلها مهمة ومهمة جدا.
طبعا تثبيت وقت النوم أيضا علاج ضروري، يعني: تجنب السهر، وتجنب التأرجح في الأوقات التي يذهب فيها الإنسان للفراش.
أيضا قد يفيد الإنسان ألا يذهب إلى الفراش وإلى سريره إلا إذا أحس بالنوم، هذه أيضا إحدى الوسائل، أيضا تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة قبل النوم، هذا أيضا أمر جيد ومفيد.
هذا الأخ – حفظه الله – سيكون من الجيد إذا تناول أحد الأدوية التي تحسن نومه بصورة أفضل، كعقار (إميتربتالين) مثلا، والذي يسمى (تريبتزول) بجرعة صغيرة جدا، عشرة مليجرام ليلا، ساعة قبل النوم لمدة شهرين أو ثلاثة، هذا سوف يساعده كثيرا.
هذا هو الذي أود أن أنصح به، وأسأل الله له العافية والتوفيق والسداد.