السؤال
السلام عليكم.
أنا متزوج منذ ثلاث سنوات، لدي طفل وأمي تجاوزت الستين، وتعيش بمفردها بعد وفاة أبي ثم أخي ثم انتقالي إلى بيت الزوجية.
بعد الزواج حدثت مشاكل عديدة بين أمي وزوجتي، منها الكبير ومنها الصغير، والمشكلة الحقيقية في سوء رد وتعامل زوجتي مع أمي أمامي ومعي أمام أمي، وذلك بالرغم من أنها لا تذهب إلى أمي إلا معي في يوم الإجازة.
علما بأنها تذهب وهي غاضبة، ولا تريد أن تذهب، وعندما أدعو أمي لقضاء يوم معنا أجد أن زوجتي غير راضية، وهذا يظهر في كلامها وتعابير وجهها، بالرغم من أن أمي لا تزورنا إلا إذا دعوتها تقريبا في كل شهر وعدد أيام مرة واحدة.
نصحت زوجتي كثيرا، وغضبت منها كثيرا، وأفهمتها أن والدتي ليس لديها بعد الله غيرنا، وتوددت إليها لكي تود أمي وتعاملها كأمها، ولكن دون جدوى، تقف لأمي على كل تصرف، وكل كلمة في يوم زيارتنا لها، وكأنها عدوة من أعدائها.
فاض بي الكيل فشكوت لأهلها وهي عندهم لأنها كل فترة تذهب لتقضي معهم 4 أو 5 أيام، وتركتها فجاء بها أهلها إلى بيت أمي لكي تعتذر.
اعتذر أهلها وهي تعتذر بنفس طريقة الكلام، وتعابير الوجه التي تريد أن تخبرنا بها أنها جاءت فقط بسبب ضغط أهلها عليها، وانتهى الأمر شكليا ولكن لا ينتهي من داخلنا، وأنا لا أريد إلا رضا أمي، وأخشى على ابني، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يرزقك بر والدتك، وأن يكتب لك مع زوجتك ومع أسرتك السعادة والاستقرار.
لا شك أن أولى الناس بالرجل الأم، ونسأل الله أن يعينك على برها، وأن يعين هذه الزوجة على فهم هذه القضية، ودعنا نحيي مشاعر أهلها ونشكرهم على هذه المشاعر.
هذا مما يدعوك إلى الصبر على هذه الزوجة والاحتمال منها مع عدم التقصير في حق الوالدة، فالشرع الذي يأمرك بالإحسان للوالدة والمبالغة في إكرامها هو الشرع الذي يأمرك بعدم ظلم هذه الزوجة والتي يظهر أيضا أنها تظلم نفسها وتقصر في كثير من الأشياء، لأن الكبير يجب أن يحترم، فكيف إذا كان هذا الكبير هو أم الزوج، وهي صاحبة فضل، وهي في مقام أمها إن لم تكن أكبر من أمها سنا.
لذلك أرجو من زوجتك أن تراعي هذه الأشياء، وأنت أيضا أرجو أن تتسلح بالصبر، وتجتهد في تطييب خاطر الوالدة، وحاول دائما أن تتجنب فرص الاحتكاك، يعني: تعرف على القضايا التي يحدث فيها خلاف بين زوجتك وبين الوالدة لتتفادى ولتقلل من فرص الاحتكاك، وفرص الكلام الذي لا يليق مع الوالدة.
لا شك أن الذي يحصل من الزوجة لا يمكن أن يقبل، ولكن أيضا لا نريد أن تستعجل في خراب بيتك، وأعتقد أن الوالدة أيضا ستكون حريصة على أن تستمر مع زوجتك ومع أبنائك، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
هناك خطوات لا بد من الاهتمام بها أيضا:
- ضرورة أن تفصل بين زوجتك ووالدتك – كما قلنا – في المواطن التي فيها احتكاك.
- ضرورة أن تظهر الاحترام والحفاوة بالوالدة والإكرام لها، لكن ليس من الضروري أن يكون ذلك في حضور الزوجة، وكذلك العكس، فإن بعض الأزواج لما يحتفي بزوجته يكسر خاطر الوالدة، ويحزنها، وتشعر أنها جاءت لتأخذ منها حبيبها الذي هو الولد، جاءت لتشاركها في جيبه وفي حبه. فإذا ينبغي أن تظهر لكل واحد من الطرفين الود والحب الذي يستحقه بعيدا عن الآخر.
- أرجو أن تجتهد في تطييب خاطر الوالدة، يعني: بعد كل يوم تغضب فيه أو بعد موقف تأثرت فيه طيب خاطرها وقل لها الكلام الطيب الذي يرفع عنها الحزن أو الغضب.
- أرجو أن تجتهد كذلك في رفع معنويات الزوجة وفي الإشادة بها أمام كل موقف جيد تقفه تجاه الوالدة.
المهم المسألة تحتاج منك إلى حكمة وحنكة، وتجنبوا أي موضوع فيه نقاش في حضور الأطراف الثلاثة، لأن ذلك أيضا مما يتيح فرصة لدخول الشيطان.
نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الخير، وأكرر لك الشكر، ونكرر الوصية بالإحسان للوالدة والمبالغة في ذلك، والصبر على الزوجة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.