الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتوافق مع زوجي فكرياً، مع عدم الميل له؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب من الأقارب، لكنني رفضته بدايةً؛ لأنني لا أريد الزواج في هذه الفترة لعدم الارتياح للموضوع، لكن أهلي موافقون وضغطوا علي لكي أوافق، ورغم أني صليت الاستخارة ولم أرتح بعدها، أخبروني أن الاستخارة تتحقق بتيسير الأمور، فإذا تيسرت فهو خير، وليس عدم الارتياح.

بعد ذلك، وافقت خشية أن يكون كلام أهلي صحيحًا وأضيع الفرصة من يدي، وبعدها كانت الأمور عسيرة جدًا، ولم أحصل على السعادة من هذه الخطبة، ثم حاولت فسخ الخطبة 3 مرات، لكن أهلي لم يوافقوا وقاطعوني، ثم رجعت عن قراري، لم أقل نعم إلا مرتين تحت شدة الضغط عليّ.

للأسف، عُقِدَ القران قبل فترة، وأنا لم أكن راضية تمامًا؛ لأنه شخص لا أتفاهم معه، ولا أحب مناقشته لدرجة أنني صرت أكرهه، أسكت عند مناقشته في كثير من المواضيع، ولا أحب حديثه، مع العلم أنني أخطأت عندما وافقت أمام القاضي ضعفًا، لكن يا أساتذتنا، لم أتمكن من التفاهم معه بالمرة، في الصفات التي لا أستطيع تحملها في شريك حياتي، وحدثت الكثير من الخلافات بيننا.

منذ فترة حدث خلاف ناجم عن عدم التفاهم، فطلبت الطلاق قبل حدوث العرس كي لا أندم بعدها، وأعيش حياة غير سعيدة، ولا أستطيع تقبلها، حاولت الاندماج معه، لكن لم أنجح.

وصلت معه إلى جدال في ما حرم الله، -وأنا أدرس التربية الإسلامية- فأخبره أن الشيء حرام، لكنه يأبى ولا نصل إلى حل، هذا الحال أتعبني كثيرًا، أنا أريد زوجًا يفكر بالحلال والحرام قبل كلام الناس والعيب؛ لأنه لا يمتنع عن شيء إلا إذا كرهه الناس، حتى لو كان حلالًا، فما رأيكم في هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي هذا الشاب لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يعينه على طاعة الكبير المتعال.

لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن الفتاة هي صاحبة القرار، ولكن الفتاة أيضًا ينبغي أن تراعي الأسباب التي دفعت أهلها إلى القبول بالشاب، وأعتقد أن هذا الشاب الذي طلبك وجاء إلى داركم من الباب يعتبر عملة نادرة في هذا الزمان، الذي زهد فيه كثير من الشباب في مسألة الزواج.

ولذلك أرجو أن تقفي مع نفسك وتحاولي أيضًا إقناع أهلك حتى يتفاهموا معه، وحتى يدرسوا حياته دراسة كاملة، فإن على أولياء المرأة أن يبحثوا عن الرجل، ويبحثوا عن أخلاقه وأحواله، فإذا كانوا قد تجاوزوا هذه المرحلة ولهم رأي آخر، فنحن نعتقد أن الأهل دائمًا يكونون حريصين على ما فيه مصلحة ابنتهم، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

وكنا نتمنى أيضًا أن تذكري بعض الإيجابيات الموجودة في هذا الشاب حتى نستطيع أن ندرس معك المسألة دراسة شاملة، ونحن لا نفضل أيضًا أن تناقشيه في الأمور الشرعية، ولكن نطلب منه أن يسأل العلماء، أو انقلوا له كلام العلماء، فإن من الرجال من يصعب عليه أن يقبل كلام خطيبته أو زوجته، قطعًا نحن لا نوافق على هذا، لكن هذا موجود أيضًا بين الناس.

أيضًا كنا نتمنى أن تعرضي نماذج من المواضيع التي حصل عليها الخلاف، وأكرر دعوتي لك لإعطاء نفسك فرصة، وعدم الاستعجال في إنهاء هذه العلاقة، التي نعتقد أن أهلك ما أصروا عليها، إلا لأن فيها مصالح تتحقق بالنسبة لك.

سعدنا أنك تحاولين الانسجام معه، واعلمي أن الشيطان لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير، حاولي أن تجمعي ما فيه من صفات جميلة، ثم ترصديها، ثم تستعرضيها، وضعي إلى جوارها ما فيه من السلبيات والنقائص، وتذكري أنه لا يوجد إنسان إلا وفيه وفيها نقائص وعيوب، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته، ونسأل الله أن يقدر لك الخير.

نكرر الإصرار على أنك صاحبة القرار، لكننا نريد أن يكون القرار صحيحًا، مدروسًا، تنظرين فيه لعواقب ومآلات الأمور، تنظرين في البدائل المتاحة، ونحن نميل إلى موافقة الأهل في إكمال هذا المشوار، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً