السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أتمنى أن تكونوا في أتم الصحة والعافية.
أنا شاب -ولله الحمد- أطيع ربي وأخافه، وأخاف أن أظلم الناس أو أستهزئ بهم، لكن بعض الناس يستهزئون بي بسبب شكلي، فأنا أشبه الصينيين وعيوني ضيقة، وكلما اشتكيت لأحد أعرفه استصغر مشكلتي، وقال لي فيما معناه يا رجل لا تكبر الموضوع.
حتى أمي كنت أتجادل معها، فغضبت وقالت لي اذهب بعيونك الضيقة هذه، لذلك يسبب شكلي لي أذى نفسيا، ودائما الناس تنادي علي بالصيني ويضحكون، فأشعر بالنقص، وفي مرة كنت أعبر شارعا فرأتني بعض الفتيات فلبسن الكمامة خوفا مني، لأني أشبه الصينيين، ولأن مرض كورونا انتشر في الصين؛ وهذا أتعبني نفسيا، وجعلني أبكي كل يوم، وأشعر بالنقص، ولا أستطيع النظر في عيون الناس
آسف على الإطالة، أرجو منكم النصح والإرشاد، وهل يأثم هؤلاء الناس من استهزائهم بي بسبب شكلي الصيني أم أنا أكبر الموضوع؟
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
استهزاء الناس في شكلك يدل على عدم وعي وعدم معرفة تامة بتعاليم ديننا الحنيف، فالله تعالى يقول: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) [الحجرات:13]، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى " رواه أحمد وغيره.
كونك تشبه الصينيين فهذا لا يعيبك أبدا، فالذي خلق الصينيين هو نفسه الذي خلق العرب أيضا، والناس لا يتم تقييمهم بناء على أشكالهم، بل يقيمون بأخلاقهم وإحسانهم.
- امض في حياتك، وابحث عن النجاح والتفوق، ولا تلتفت لما يقولون؛ فالاهتمام يجعلك في قلق دائم، ويؤثر سلبا على مفهومك عن نفسك.
- عليك أن تصل إلى قناعة أن الله خلقك في أحسن صورة، وخلقك دون عاهة أو تشوه، وهذه نعمة من نعم الله.
- قوتك تكمن في المواجهة، عليك تحمل التعليقات والنظرات السلبية لفترة وبشيء من الصبر والضحك، بعد ذلك ستصبح مألوفا للجميع.
- عندما تنظر إلى المرآة انظر إلى الايجابيات في شخصيتك ونقاط قوتك، وليس إلى شكلك، فالفارق في الحالتين كبير جدا.
- استبدل طريقة تفكيرك، من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي الذي يكون ب "التقبل"، أي أن تكون أنت متقبلا لذاتك، بعدها لن يؤثر فيك كلام ونظرات الآخرين.
- تكلم إلى شخص مقرب منك، أخ، أخت، صديق، وصرح له بكل مشاعرك.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.