السؤال
أخي يصغرني بفارق 6 سنوات، ولا يحترمني ويعاملني بوقاحة، وقلة أدب، وعندما أشتكي لأمي لا تفعل له شيئا، وتقول لي كل الإخوة هكذا، وعندما أسأل أبي هل تقدر أن تقول لأخيك الكبير قولا يقلل منه، فيقول لا، مما يدفعني للغضب والجنون، وأنا أشاهد أصدقائي، كيف يعاملهم إخوانهم الأصغر، أحزن أن أخي ليس مثلهم؛ لأنهم يحترمون إخوانهم ويقدرونهم، بينما أخي لا يعاملني باحترام ولا يقدرني لدرجة أنني أحيانا أتمنى موته، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الكريم, ونشكر ثقتك بنا.
من الواضح لي من رسالتك أن مشكلتك مع أخيك الذي يصغرك بست سنوات بأنه لا يحترمك متعلقة بالقدر الأكبر بكونه مراهقا, وقد يكون إخوة أصدقائك ليسوا بنفس العمر, مما يفسر اختلاف التعامل في الحالتين.
وأتفق مع والدتك في نقطة أن الإخوة هم هكذا, أضف عليها المراهقة, فيصبح مزيجا من الصعب تجاوزه بسهولة إن لم يتحل الشخص بالصبر وطول البال والمرونة، حتى بإمكانك أن تسأل والدتك عنك عندما كنت مراهقا كيف كانت تصرفاتك, وكيف كنت تتصرف معهم, فسوف تستغرب من الاختلاف الذي أصبحت عليه الآن.
من الاقتراحات التي أرى أنها قد تفيدك:
فكر في أنكما لن تستمرا بالعيش سويا في نفس البيت طيلة العمر, فتخيل أن كلاكما قد كبرتما وأصبح لكما حياة مستقلة, كيف تتمنى أن تصبح علاقتك بأخيك حينها, وكيف تتمنى أن تصبح علاقة أبنائك بعمهم, وأن تصبح علاقتك أنت مع أبناء أخيك, كل هذه السيناريوهات ستبنى بناء على طبيعة العلاقة بين الإخوة في الصغر.
لذا أتمنى منك الآن أن تعتبر علاقتك بأخيك حبل لها طرفين, أنت وهو, أنت لديك من المرونة والصبر أكثر من أخيك, بحكم عمرك وبحكم أنك تجاوزت مرحلة المراهقة، وفي حال لم تتمكن من ذلك، فدرب نفسك على عدم الاستفزاز حتى لو كان هناك من يحاول أن يستفزك، فهذه الصفة ستلزمك أنت في حياتك الشخصية، وستغنيك عن العديد من النزاعات والخلافات القائمة على الاستفزاز فقط.
حاول أن تكسبه لطرفك من خلال المفاتيح التالية:
- عزز ثقته بنفسه قدر الإمكان, فالمراهق قمة ما يحتاجه أن يشعر بمن حوله أنهم يقدرونه, وخاصة عائلته, والأخص من يقاربه في العمر.
- لا تشعره بالتنافسية معه, فهذا الشعور لدى المراهق يخرج أسوأ ما بداخله من أخلاقيات.
- اسمعه بإصغاء وقدر آراءه, وأشعره بأهمية مكانته في قلبك وفي العائلة, أشعره أنكما فريق تكملان بعضكما بعضا.
حاول أن تكون قدوة له في كل شيء، فهذا سيجعله يتأثر منك إيجابيا بشكل غير مباشر، مثلا تعامل مع من هو أكبر منك باحترام واجعله يرى أسلوبك، وكرر هذا الموقف عدة مرات، واجعله يراه بشكل عفوي دون علمه أنك تستقصد ذلك، فذلك قد يجعله يتعلم منك أننا علينا احترام من هو أكبر منا سواء كان أخانا أم لا، وفي حال أظهرت له أنت الاحترام، فكن على ثقة أنه سيتلقن رسالتك بأن الاحترام هو حق للجميع على الجميع.
أعلم أنك عندما تقرأ هذه الاقتراحات قد ينتابك شعور بأنك أخ ولست أبا أو أما, أي لست مضطرا لتحمل كل ذلك, ولكن كن على ثقة بأنك عندما تبني من الآن رصيدا جميلا لعلاقتك بأخيك فستحصد مكانتك لديه عندما يكبر ويتجاوز مرحلة المراهقة، ولا تنس أن قلة احترامه وسوء تصرفه معك هو مؤقت وسيزول مع الوقت.
ختاما: أتمنى لك كل التوفيق والوفاق مع أخيك.
بأمان الله.