السؤال
السلام عليكم
شكرا لجهودكم في شبكة إسلام ويب.
أصبت منذ سنة بأعراض جسدية نفسية قوية حتى شك المستشفى بأنني مصابة بالتصلب المتعدد، وأجريت جميع التحاليل من MRI وتحاليل وتخطيط، -والحمد لله- كنت سليمة، راجعت استشارية أعصاب، ومستشفى الملك خالد أيضا كشف علي استشاري أعصاب، ثم راجعت استشاري أعصاب أخبرني أنني أحتاج لعلاج نفسي، واستخدمت دوجماتيل وسبرالكس لمدة 7 أشهر -والحمد لله- تماثلت للشفاء.
الحدث الجديد أن صديقتي القريبة أصيبت بأعراض تنميل في الوجه، وعند المراجعة تبين أنها مصابة بالتصلب المتعدد الذي كنت أخاف منه، ومنذ تشخصيها وأنا أدعمها وأساندها لعلمي بصعوبة المرض، لكن بدأت الأعراض تعود إلي تدريجيا، فقد أصبحت أشعر بالقشعريرة في وجهي كما كانت تقول صديقتي، ومنذ يومين بدأت أشعر بتغير في البول فكأنني رطبة أو أنه يتسرب -ولكن لم أتأكد، فالمنطقة أراها جافة مجرد رطوبة، لا أعلم هل هي بول أو إفرازات- وأنا أشعر برجفة في أعلى فخذي الأيمن، ولكنها أيضا غير ملاحظة أو محسوسة مجرد إحساس، وألم إذا ضغطته، وكذلك رطوبة بعد التبول وكأنني لم أتبول جيدا ولم أفرغ ما بي.
الحقيقة بدأت الشكوك والأفكار تسيطر علي مرة أخرى، ولا أعلم ماذا أفعل؟
أثر علي مرض صديقتي كثيرا، كيف أنه أصابها بين يوم وليلة، وهي بصحة وعافية، وخشيت على نفسي مع الوقت بدون أن أشعر، فهل أراجع دكتور الأعصاب الذي أراجع عنده، أو أراجع استشاري مسالك بولية لكي أتأكد من مشكلة البول، أو أراجع طبيبا نفسيا، وهل أستطيع حل المشكلة بدون دكتور؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأتمنى لصديقتك العافية والشفاء.
أيتها -الفاضلة الكريمة-: الآن أصبحت المعلومات الطبية متاحة، بل نستطيع أن نقول أن كل إنسان أصبح لديه طبيب صغير ملازما له، وطبعا هذا الأمر له إيجابياته ومنافعه، لكن في ذات الوقت سبب الكثير من التوهمات المرضية للكثير من الناس، ونحن بناء على ذلك ننصح بأن لا يكثر الناس من الاطلاعات خاصة ذات المصادر المشبوهة أو المصادر العامة، وأنا أعتقد أن شيئا من التأثير الإيحائي قد وقع عليك.
التصلب المتعدد أو التصلب اللويحي مرض في حالات كثيرة يكون شديدا جدا، وفي حالات يكون -الحمد لله- خفيفا، وهو من الأمراض المخيفة جدا للناس، خاصة أن أعراضه يمكن أن تحدث مع حالات أخرى -كالقلق، كالتوتر، التهابات العصبية البسيطة- فإذا الموضوع متشابك، والتأثير الإيحائي قد يقع على بعض الناس -كما ذكرت لك-.
وأنت مررت بهذه الظروف، وبعد ذلك الحمد لله تعالى تعالجت وتم شفاؤك تماما، وهذا دليل قاطع أن حالتك هي مخاوف نفسية أكثر مما هي مرض عضوي، بعد ذلك أصيبت صديقتك هذه بالتصلب اللويحي الحقيقي، نسأل الله لها الشفاء، وطبعا هذا الأمر ليس سهلا بالنسبة لك، أنت أصلا على المستوى العقل الباطني لديك هذا التخوف، والآن حدث لك تماهي كامل مع صديقتك، بمعنى أن الأعراض أصبحت تعاودك، حتى وإن كان فيها بعض الاختلاف، لكن تخوفك على مستوى الوجدان والعقل الباطني من التصلب المتعدد أو اللويحي في الحقيقة.
أنا أقول لك أنت بخير، عليك بمساندة صديقتك، وعليك بالدعاء لها، ويجب أن تدركي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، والمؤمن والمؤمنة يتوكلون على الله، ويرددون قوله: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وأنت ليس لديك مرض التصلب المتعدد، والفحوصات الطبية قد أثبتت ذلك.
موضوع اضطرابات المسالك البولية: قد يكون القلق أيضا له دور فيما يحدث لك، هنالك ما يعرف بالمثانة العصبية، قد تكون أعراضها نفس الأعراض التي تحدثت عنها، وليس هنالك ما يمنع أن تذهبي إلى طبيبة الرعاية الصحية الأولية، أو طبيب المسالك البولية ليقوم ببعض الإجراءات والفحوصات البسيطة من أجل أن تطمئني.
وبالنسبة لوضعك النفسي: يجب أن تكوني أكثر صلابة، أكثر عزيمة، وتقاومي هذه الأفكار الوسواسية، الأفكار التخويفية، وتعيشي الحياة بكل قوة، بكل أمل، بكل رجاء، وعليك بالدعاء، خاصة الأذكار ما بعد الصلوات، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، هذه مهمة جدا، ووردك القرآني يجب أن يكون أمرا ملازما لك.
إذا صعبت عليك الأعراض ليس هنالك ما يمنع أن تتناولي السبرالكس مرة أخرى بجرعة صغيرة، تبدئين مثلا بخمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تجعلينها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.