جسمي به علامات تمدد الجلد وأخشى من رد فعل زوجي!

0 32

السؤال

السلام عليكم.

سأتزوج قريبا، وجسمي بأكمله به علامات تمدد الجلد في كل جزء، فأنا لا أبالغ، أخشى من رد فعل زوجي، وأدعو الله أحيانا أن أموت قبل موعد الزفاف، وأحيانا أدعو الله أن يشفيني، فهل من الممكن أن يشفيني الله؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kahrhksos حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحبا بك عروسنا الجميلة.

غاليتي: من المعروف أن علامات تمدد الجلد تتكون بشكل أكبر لدى النساء مقارنة بالرجال؛ إذ تظهر خلال فترة الحمل وبعدها، وقد تظهر علامات تمدد الجلد أيضا نتيجة التغير المفاجئ في الوزن سواء بالزيادة أو النقصان، ونتيجة البلوغ عند الأطفال المراهقين. وتجدر الإشارة إلى أن ظهور علامات تمدد الجلد لا يعد مرضا أو أمرا خطيرا؛ إذ أنها تختفي بنسبة كبيرة مع الوقت.

إن الزواج أمر شرعه الله، وحث الإسلام عليه لعمارة الأرض وعفة النفس عن الحرام، وكم هو جميل أن تري نفسك ملكة في بيتك، وامرأة صالحة، فالرسول عليه صلوات ربي وسلامه يقول: (الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة) ويقول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) وكذلك الإنسان الراقي المتخلق بأخلاق الإسلام ينظر إلى الخلق والسلوك والتربية، ولا يعتبر الأولوية للشكل أو اللون.

غاليتي: وبخصوص ما ورد في رسالتك، مشكلتك بسيطة، وأقول لك: إن أكثر شيء ينفر الرجل من جسد المرأة هو عدم فخرها به، فالعيب الحقيقي في جسدك هو عدم ثقتك به وبنفسك! وأحب أن أنبهك إلى أمر مهم، وهو: ألا تتملك مشكلتك عليك عقلك ونفسيتك؛ فهذا يفسد الحياة، فيفترض في الإنسان أن يحاول جاهدا أن يعزل المشكلة عن نفسه ويبتعد، فلا تضخمي الموضوع وتزيدي من أهميته، وأنصحك أن تصرفي نفسك عن التفكير "بلون الجلد" واهتمي بالتجهيز للزواج، وأؤكد لك بأن بعد فترة قليلة من الزواج ستضحكين من نفسك كيف أمضيت أجمل أيام عمرك في التفكير بمشكلة فرعية؛ لأن طريقة رؤيتنا للمشكلة تصنع أفكارنا، والتي تبلور بالتالي مشاعرنا ثم سلوكنا، ويمكنك لمزيد من الاطمئنان اللجوء لطلب الاستشارة من طبيبة جلد.

أما فيما يخص قولك: "أدعو الله أن يشفيني فهل يمكن أن يشفيني" أقول لك: إن من يدعو ربه بإخلاص ويقين وحسن ظن وهو محافظ على آداب الدعاء، فسيتحقق أحد الأمور التي أخبرنا به رسولنا الكريم في حديثه الشريف: (ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذا نكثر، قال الله أكثر). رواه أحمد.

وكل ما عليك هو معرفة قدر نفسك والإيمان بها لتعطيك ثمرات كثيرة تعينك على الحياة الناجحة ومنها: انظري إلى الحياة بأمل وبإيجابية، فالتفكير الإيجابي المتفائل قادر على تجديد الدماغ نفسه، ولذلك يقول علماء الدماغ: إن التفكير الإيجابي والنظرة المتفائلة والأحاسيس الإيجابية، والتواصل المنفتح مع شبكة من الأصدقاء والمعارف والأقرباء، تملك القدرة على تجديد الدماغ في ماض ليس ببعيد بنظر العلم.

كما أنصحك بقراءة بعض الكتب الهادفة التي تتعلق بالزواج وآدابه وشروطه، ومنكراته، وعلى سبيل المثال: تحفة العروس، للشيخ محمد مهدي الاستانبولي، وكتاب: آداب الزفاف للعلامة محمد الألباني.

وثقي علاقتك بالله، وحافظي على أذكار الصباح والمساء، والزمي الصلاة فهي نور الحياة.

نسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في خطيبك، وأن يبارك له فيك، وأن يجمع بينكما على خير، وإن احتجت إلى مزيد من الاستفسار، بإمكانك معاودة الكتابة إلينا مرة أخرى.

مواد ذات صلة

الاستشارات