كثرة التفكير فى المشاكل العائلية يشعرني بأنني مريض نفسيا!

0 30

السؤال

السلام عليكم..

أنا أصغر إخوتي، كثيرا ما تحدث لي المشاكل العائلية بسبب بعض تصرفاتي، وأيضا أشاهد الخلافات التي تصدر من أخواتي وإخواني، وكيف يتعاملون مع بعضهم البعض بشكل سيء، وأنهم لا يحبون الخير لبعضهم، كل هذا يثير قلقي تجاههم، حيث أتخيل نفسي حين أكبر سوف أتعرض لهذه المشاكل، وأنا لم أستطع حتى الآن أن أحصل على عمل جيد، أو أتزوج بالرغم من أنني قمت بتجميع مبلغ جيد يساعدني للزواج من بعض الأعمال التي قمت بها، ولكن المشكلة الكبرى حاليا أنني أصبحت أتحدث كثيرا مع نفسي، وأتخيل نفسي في حوار مع أخواتي وأني في كل مشكلة تحدث، وكثيرا لا أتحدث معهم مباشرة، بل أحدث نفسي كثيرا لدرجة أن هذا أثر على طريقة تفكيري والأعمال التي أقوم بها يوميا، وأصبحت أشعر أنني مريض نفسيا، وأنني لم أكن طبيعيا، ولم أستطع التخلص من كثرة التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي سوف تساعدك بمشيئة الله:
- بالنسبة لإخوتك، حاول أن تؤلف بين قلوبهم وتجمعهم على الخير، وتحل خلافاتهم وتدعو لهم بالهداية، ولا تفكر في المستقبل كيف سوف يكون، يقول الله تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون) النمل/65، وقال سبحانه:(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) الأنعام/59

- أدعوك إلى الاستغفار؛ لأن له فوائد عديدة، حيث قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) وقال تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين). والاستغفار سبب في استحقاق ونيل رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون اللـه لعلكم ترحمون).

- لا تشك الهم والغم والضيق، فالشكوى لا تغير شيئا من الناحية العملية، بل على العكس تزيدك قلقا وتوترا، لذا حدد مشكلاتك بالضبط، من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية، وأي منها حله سوف يساهم في حل مشكلات أخرى، وابدأ بها واحدة تلو الأخرى، سواء كانت مشكلة مادية أو اجتماعية، ابحث عن حلول لا تبحث عن مبررات لوجود المشكلة.

- هل بعد أن فكرت وتعبت نفسيا وتأثرت أعمالك تغير شيء في حياتك؟ الجواب بالطبع "لا" إذا أنت لا تملك إلا السعي للتغيير، وهذا يتم بوقف التفكير السلبي والبدء بالتفكير الإيجابي في الحياة، فالتفكير السلبي يوقفك في مكانك دون حراك، ويجعلك في عالم من "السلبية" مما يترتب عليه مواجهة صعوبات كبيرة جدا للرجوع إلى حياتك الطبيعية، لذا لا تجعل منغصات الحياة وهمومها تسيطر عليك، سوف تقول لي أنها تحاصرني ولا مفر منها، وأنا أقول لك تعامل معها لا تهملها ولكن تعامل بطريقة عملية مبنية على إيجاد الحل وليس بالوقوف متفرجا عليها.

- تفاءل: أعط نفسك الإذن للابتسام أو الضحك خاصة أثناء الأوقات العصيبة، ابحث عن المرح فيما يحدث كل يوم، حينما تضحك من الحياة، ستشعر بتوتر أقل.

- اتبع نمط حياة صحي: مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبا في معظم أيام الأسبوع، فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيا على مزاجك وتخلصك من التوتر.

- اتبع نظاما غذائيا صحيا: لتوفير الطاقة لعقلك وجسدك، وتعلم أساليب التعامل مع التوتر.

- تواصل مع الأشخاص الإيجابيين: تأكد من وجود أشخاص إيجابيين وداعمين يمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالنصائح والملاحظات المفيدة، وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشك في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات