مشكلتي مع الوسواس ليس لها نهاية، فكيف أتخلص منه؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي بدأت منذ خمس سنوات، فقد أصابني وسواس قهري فجأة، فأصبحت لا أستوعب وجود الله والكون وكل شيء حولي، حتى أوضح أكثر كنت في يوم ما صليت العصر، وجلست أدعو الله وأحمده على نعمة الإسلام والإيمان، وأني أحبه وأحب الدين بخشوع جميل، وفي اليوم التالي توضأت لصلاة العصر وأنا أقول الشهادة، بعد الوضوء انقبض قلبي، وأحسست بأني لا أستوعب وجود الله، ولا أي شيء حولي، وفي نفس الوقت كنت لا أفتر من الدعاء والبكاء؛ خوفا من عذاب الله بأنني أصبحت هكذا رغم أني كنت قبلها بفضل الله محافظة على صلاتي في وقتها، وعلى حفظ القرآن، والقيام، والصيام بفضل الله.

في ذلك اللحين زرت طبيبا، وقال: لدي وسواس قهري، وأخذت دواء (paroxitine) تحسنت حالتي قليلا، وأشغلت نفسي بطلب العلم، وبعد عام أوقفت الدواء وتزوجت، ولكني لم أشف من الوساوس، ولكن كنت أجاهد نفسي.

بعد فترة من الزواج حصلت لي مشاكل وتطلقت، وزاد المرض عندي، لم يكن في وجود الله -والحمد لله-، ولكن تغير أصبح في العقيدة والإيمان واليقين، وعند تلاوة القرآن أوسوس وأشكك وأجادل في كل كلمة وآية.

عرضت نفسي على راق وأخبرته بالأحلام التي أراها فأجزم أني بي مس، ولكني لا أصرع، وليس لدي أعراض واضحة، أريد أن أعود كما كنت فلا أستطيع، فأنا أحس بآلام وخوف من سوء الخاتمة؛ لأنني أرى معتقداتي تتغير، وإيماني يضعف، ولم أستطع فعل أي شيء، وكأني لم أعد أجاهد نفسي كما كنت قبل وكأني تعودت.

مؤخرا وسوسة من اللقاح وأعراضه، فذات مرة غسلت فمي بصابون اليدين فأصبت بالتهاب في اللثة، ولم أشف منه منذ 3 أشهر، فهل من الممكن أن يسبب لي السرطان؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة الزهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

بالفعل الذي لديك وساوس ذات طابع ديني، ويظهر أنك قد تعايشت مع هذه الوساوس لفترة ليست بالقصيرة، كما أنه لديك ميول لتحليل الوسواس وحواره مما يثبته ويجعله أكثر تمكنا، وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الناس.

فيا أختي الفاضلة: المبدأ الرئيسي في التعامل مع الوساوس هو تحقيرها، وتطبيق ما نسميه بـ (إيقاف الأفكار)، بمعنى أن تقولي للفكرة: (أقف، أقف، أقف، أنت فكرة حقيرة، أنت وسواس، أنت تحت قدمي، أنا لن أهتم بك أبدا)، وهكذا تردد مثل هذه الأفكار والأقوال في بدايات نشأة الخاطرة الوسواسية.

ويمكن أيضا أن نربط الوسواس بشيء مخالف له، هذا يسمى بـ (العلاج التنفيري)، مثلا: تقومي بشم رائحة كريهة، وفي ذات الوقت تستجلبي الخاطرة الوسواسية، تربطي ما بين الرائحة الكريهة وبين الفكرة الوسواسية، تكرري هذا عدة مرات بشيء من التأمل والجدية والتدبر، هذا يضعف الوسواس كثيرا.

ويمكن لهذا التمرين التنفيري أيضا أن يطبق من خلال أن تضربي مثلا على يدك وأنت جالسة أمام طاولة، تضربي بيدك بقوة وبشدة على سطح الطاولة، لتحسي بألم شديد، تربطي بين الألم وما بين الخاطرة الوسواسية، وهكذا، يكرر هذا التمرين بمعدل عشرين مرة في اليوم مثلا.

هذه كلها تطبيقات جيدة وتمارين جيدة، كما أن حسن إدارة الوقت مهمة، مطلوبة، الذي يدير وقته يستطيع أن يدير حياته بصفة عامة، والذي لا يترك مجالا للفراغ الذهني أو الزمني لا يترك مجالا للوساوس.

فهذه هي نصيحتي لك – أيتها الفاضلة الكريمة – وطبعا أنت تحتاجين للعلاج الدوائي، لأنه بفضل من الله تعالى الوساوس تستجيب للعلاجات الدوائية بصورة ممتازة، من أفضل الأدوية التي سوف تساعدك عقار (بروزاك) والذي يعرف علميا (فلوكستين)، نعم الـ (باروكستين) دواء جيد، لكن البروزاك أنا أعتقد أنه أفضل وقليل الآثار الجانبية.

تبدئي في تناول الفلوكستين بجرعة عشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، ثم تجعليها أربعين مليجراما يوميا لمدة شهر – أي كبسولتين – ثم تجعليها ستين مليجراما يوميا – أي ثلاث كبسولات – لمدة شهرين، ثم تجعليها كبسولتين في اليوم لمدة شهرين آخرين، ثم كبسولة واحدة في اليوم أيضا لمدة شهرين، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء. هو دواء ممتاز وفاعل، وهذه هي الجرعة العلاجية، وللمدة المطلوبة.

يضاف إلى البروزاك دواء آخر داعم يسمى (رزبريادون)، تتناوليه بجرعة واحد مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.

أرجو أن تأخذي بكل الإرشادات، وتتناولي الدواء بالصورة المطلوبة، حتى يعود عليك ذلك إن شاء الله تعالى بنفع عظيم. طبعا لابد أن تقاومي غسيل الفم باليدين، والأمر ليس له علاقة بالسرطان أو شيء من هذا القبيل، التطبيقات العملية هنا أيضا مطلوبة، وإن تمكنت من الذهاب لمقابلة أخصائية نفسية لتطبق معك المزيد من العلاجات السلوكية؛ هذا سوف يكون أيضا ذا فائدة بالنسبة لك.

نشكرك على الثقة في إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات