ما زلت أعاني من الأمراض النفسية رغم تناول العلاج، فما العمل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، أبلغ من العمر ٢٣ عاما، وأمر باضطرابات نفسية منذ (٢٠١٧) بسبب القلق من الأمراض مع الاكتئاب، وتم تشخيصي بقلق شديد، والآن بعد مرور ثلاث سنوات من العلاج بالأدوية لا أحس بالفائدة التي تذكر، حيث أنه يوجد مؤثرات خارجية تعكر حياتي وتزيد اكتئابي، خوفي من الأمراض متزايد، رغم زيارتي إلى ٣ أطباء نفسيين وعشرين عقار جديد لكن دون فائدة تذكر.

حياتي عبارة عن فشل عاطفي، وخوف وقلق ومشاكل، حيث أن القلق أثر على جسمي بعرض جانبي وهو الحمى دون سبب واضح، زرت أربعة أطباء للبحث عن سبب الحمى، وعملت فحوصات كثيرة وكبيرة، ولكن دون سبب محدد.

طبيبي النفسي أخبرني أنها بسبب القلق، ولكن شيء في داخلي لا يصدق كلامه، واضطرابي النفسي متقلب جدا، الأدوية التي من شأنها تعالجني إذا بها تسبب لي كوابيس مرعبة، وأحلام مزعجة مثل: انديكاردين وادازيو.

لا أعلم ما العمل؟ حيث أن إيماني بالله يضعف، وعلاقتي مع الله ضعيفة، حياتي متقلبة، ولا أعلم ما الحل، فشل وراء فشل، يدفعني إلى التفكير بالانتحار والخلاص، لكن شيء من الإيمان داخلي يوقفني.

اسعفوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

مساهمة الأدوية في علاج القلق تقريبا خمسة وعشرين بالمائة فقط، والخمسة وسبعين بالمائة الباقية تعتمد على نمط الحياة.

فيا أخي الكريم: نحن ننصحك بأن تنتهج منهجا حياتيا، تحسن فيه إدارة وقتك، تعدد أنشطتك، تكون لك أهداف وغايات واضحة، وتقوم بواجباتك الدينية، هذه الأربعة – يا أخي – هي التي تخرجك من الاكتئاب، وتجعل القلق قلقا إيجابيا بدل أن كان قلقا سلبيا، لأن القلق طاقة مطلوبة حقيقة، الذي لا يقلق لا ينجح، الذي لا يقلق لا يأخذ المبادرات، الذي لا يقلق لا تكون له طموحات، لكن إذا احتقن القلق وتراكم أو سار في مسارات خاطئة فهنا تحدث المشكلة.

فأنا أريدك - يا أخي - أن تبدأ بدايات جيدة بأن تحسن إدارة وقتك، نم النوم الليلي المبكر، هذه بداية ممتازة، استيقظ مبكرا، النوم الليلي المبكر يؤدي إلى راحة جسدية وراحة نفسية، لأن خلايا الدماغ يحدث لها ترميم كامل في النوم الليلي، لأن الإفرازات الليلية لبعض المكونات الهرمونية الدماغية – مثل الميلاتونين/هرمون النمو – لا تحدث إلا في أثناء النوم الليلي، وهذه مطلوبة جدا خاصة في صغار السن من أمثال شخصك الكريم.

الاستيقاظ المبكر يؤدي الإنسان صلاة الفجر، ويا أخي الكريم: من صلى البردين في جماعة دخل الجنة، والصبح هو أحد البردين، وهذه وسيلة لتقوي إيمانك حقيقة بالله تعالى، وهو افتتاح عظيم لليوم، وتقوم ببعض الواجبات في فترة الصباح، البكور فيه خير كثير، وكثير جدا. من ينجز في الصباح يحس بالأمل ويحس بالرجاء، ويحس بنفعه لنفسه ولغيره، وأنه شخص مفيد.

بعد ذلك – يا أخي – تواصل مجاهداتك في اليوم، من عمل، اطلاع، ترفيه عن النفس، ممارسة رياضة، تواصل اجتماعي إيجابي، وهكذا يهزم الاكتئاب. الله تعالى حبانا بقدرة التغيير، والتطوير، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

فيا أخي الكريم: يجب أن تنوي وتعزم وتسعى وتطبق ما ذكرته لك، وسوف تجد في ذلك خيرا كثيرا.

احرص على بر والديك، فهو إن شاء الله يفتح أبواب الخيرات، ودائما تمثل بالناجحين، بالصالحين، بالمفلحين، ولا تتخلف عن الواجبات الاجتماعية أبدا.
الرياضة وتمارين الاسترخاء يجب أن تكون جزءا من حياتك.

قضية القناعة بالفشل والتفكير في الانتحار: هذه هزائم للنفس، لا يخسر أحد غير صاحبها أخي الكريم، والله لطيف بعباده، والحياة طيبة وجميلة.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأنا على ثقة كاملة أنك سوف تأخذ به، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات