هل يصلح الزواج من فتاة عمرها قريب من عمري؟

0 42

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

هل يصلح الزواج من فتاة في مثل عمري (٣٤) عاما من الناحية الطبية للإنجاب؟ وأيضا من ناحية اقترابها من سن اليأس، وأثر ذلك على الحياة الزوجية؟ وقد نصحني الناس بعدم الزواج منها؛ لان فرصة الإنجاب لديها ضعيفة، وأيضا نصحوني بعدم الزواج إلا بفتاة أصغر مني بفارق مناسب، لأنه حسب وصفهم للنساء: أنهن يبلغن سن اليأس في منتصف الأربعين تقريبا، وحينها سوف أبحث عن زوجة غيرها، لعدم قدرتها على إعطائي حقوقي الزوجية وقتها.

أشعر بحيرة شديدة، وآسف على الإطالة.

ساعدوني بالرأي السديد، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الناحية الطبية فإن متوسط سن التغيير، أو سن انقطاع الدورة الشهرية عند السيدات هو 51 عاما، وما زال أمام من تبلغ عمر 35 عاما سنوات طويلة للإنجاب، والزوجة ليس وعاء إنجاب فقط، ولكن الأمر مرتبط بالعشرة، والمودة والمحبة، والتفاهم والعطاء، وكل المثل الطيبة التي يجب أن يتصف بها الزوجان.

ولقد قال الله تعالى في محكم التنزيل: {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) [الشورى:49-50].

ونقول: نعم إن من أهداف الزواج الإنجاب؛ لأن ذلك يمثل فطرة وغريزة ورغبة، ولكن كما ذكرنا، فهناك اعتبارات كثيرة للزواج غير مسألة الإنجاب، وفيما يتعلق بالممارسة الزوجية، فإن الحب بين الزوجين كفيل باستمرار تلك العلاقة والمودة والحب مهما بلغ العمر.

وبنفس طريقة تفكيرك، فإن فتيات ما دون العشرين يرغبن في الزواج من شاب في مثل عمرهن، وماذا يفعلن عندما يبلغن الخامسة والثلاثين، ويكون الزوج قد تخطى الخمسين؟ والأمر ما زال بيدك إذا كان لديكم تفاهم ومودة وخطوات في طريق الزواج، فلا تنظر إلى أمر وتترك عدة أمور قد يكون فيها الخير -إن شاء الله-، وإذا لم تصارح الفتاة بالزواج، ولم تمض في خطواته، فأمامك سعة من الوقت للتفكير.

ولا مانع من معرفة التاريخ الطبي لزوجة المستقبل، من حيث عدم وجود أمراض وراثية، وعدم وجود مانع للإنجاب مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية، وهناك ما يعرف بالفحص الطبي للمقبلين على الزواج؛ للتأكد من سلامتك وسلامة زوجة المستقبل، فلا بأس من إجراء تلك الفحوص للمزيد من الطمأنينة.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات