السؤال
السلام عليكم
شكرا على هذا الموقع سدد الله خطاكم.
مشكلتي معقدة آسفة إذا أطلت الكلام، عمري 28 سنة، مهنتي هي أستاذة في المرحلة الثانوية، وقد التحقت بها مباشرة بعد انتهاء دراستي بالجامعة، لم يكن اختياري لمهنة التعليم عن حب بل كان إعجابا بمكانة المدرسة العليا، إضافة على أن التوظيف مباشرة -الحمد لله-، تخرجت بمعدل قريب من الجيد، تخصص علمي، والتحقت بمنصبي، المشكلة وجدت صعوبة كبيرة من حيث ايصال الفكرة وشرحها، وطريقة ضبط القسم، فالتلاميذ غالبا لا ينصتون ولا يهتمون، حاولت بشتى الطرق الترغيب التهديد، ولكن لا يوجد حل.
أنا من الناحية الشخصية إنسانة قليلة الكلام، وتواصلي الاجتماعي محدود، وعائلتي كذلك، والدانا عاملان، والجو الأسري تقريبا منعدم، وكذلك تواصلنا، وهذا ما جعل منا غير مندمجين اجتماعيا.
أعاني من كثرة التفكير، فهل أترك مهنتي لأنني لا أجد أية راحة فيها؟ ومع هذا خائفة من الاستقالة
ونظرة المجتمع التي لا ترحم، فأنا عزباء، وهذا سيؤثر على سمعتي.
أعلمكم أنني في بداية مهنتي كنت مصابة بالرهاب الاجتماعي حتى من التلاميذ، بعدها عالجت بالحجامة وخفت الأعراض.
رغم كل هذا فأنا أحب أن أقدم المعلومات للتلاميذ، فالمشكلة ليس فهمي للمادة العلمية، فأنا أتقنها
-والحمد لله- ولكني أتشوش وأتوتر، وأحيانا يبدو على ملامحي، بالإضافة إلى أني ضعيفة البنية وقصيرة وهذا أثر على راحتي النفسية والجسمية، وسبب لي الأرق، فهل هناك حل لهذه المشكلات؟ فليس عندي أي شخص لأستشيره.
وشكرا لكم مرة أخرى على أعمالكم الخيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوران حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا تتركي مهنتك، ولكن ابحثي عن خيارات أخرى قد يكون أفضلها هو طلب النقل إلى تدريس طلبة المرحلة المتوسطة أو الابتدائية، فهاتان المرحلتان يمكن السيطرة على الطلبة بهما، واتخاذك لهذا الخيار ليس ضعفا أو هروبا على العكس فهذا قرار صائب يتناسب مع صفاتك الشخصية التي ذكرتها.
ليس من السهل على الشخص المكابرة والإصرار على البقاء في مكان لا يتناسب مع ما يملكه من قدرات وإمكانات، ففي ذلك ضغط نفسي كبير عليه، وبالتالي المعاناة من "الاستنفاد النفسي" والشعور بالانهاك الانفعالي والجسمي.
أما في حال تعذر عليك تنفيذ الاقتراح السابق، يوجد مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعدك في تدريس طلبة المرحلة الثانوية، وهي:
- استراتيجية العصف الذهني: هي طريقة توليد آراء وأفكار إبداعية من الطلبة أو لحل مشكلة ما، حيث تكون هذه الأفكار مفيدة؛ لأنها تساهم في وضع الذهن في حالة من الإثارة، والاستعداد للتفكير في كافة الاتجاهات، لتوليد أكبر قدر ممكن من الأفكار حول موضوع ما، مما يتيح للفرد الحرية في ظل توفير كافة الآراء والأفكار.
- استراتيجية العمل الجماعي: وتتم هذه الاستراتيجية من خلال تقسيم الطلبة إلى عدة مجموعات صغيرة مكونة من 4 أعضاء، ثم إعطائهم واجبات معينة، ومن مزايا هذه الاستراتيجية أنها تكسب المتعلم كفاءة عملية، وتنمي روح المسؤولية لديه تجاه مجتمعه ونفسه، كما تنمي روح التعاون، وتعرف المعلم على حاجات الطلبة، وتساعد على تبادل الأفكار فيما بينهم، بالإضافة إلى أنها تزيد من تقبل أفكار الآخرين.
- استراتيجية الخرائط المفاهيمية: هي استراتيجية تدريسية فاعلة، تستخدم في تمثيل المعرفة من خلال عرضها بأشكال تخطيطية تربط المفاهيم مع بعضها البعض بالأسهم، والخطوط، وتستخدم هذه الاستراتيجية في تقديم معلومات جديدة، وتعميق الفهم، وتقويم الدرس، ومن أهدافها: تنظيم المعلومات في دماغ الطالب، لتسهيل عملية استرجاعها، وتسهيل وتبسيط المعلومات على شكل كلمات وصور، وتساعد على تذكر المعلومات في شكل معين، وتربط المفاهيم الجديدة بالبنية المعرفة للمتعلم، وتوجد علاقة بين المفاهيم. وتنمي مهارات المتعلم في تطبيق المفاهيم وترتيبها.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.