السؤال
منذ ٤ سنين أصابني اكتئاب ولادة، والحمد لله عالجت نفسي بنفسي، ولكن أعراضه لا تختفي، وفي ظل كورونا أصابني هاجس الإصابة، وأصبحت موسوسة بقوة، ولكن للأسف طالتني العدوى.
كان كل شيء طبيعيا، ولم أشعر إلا بأعراض برد يسيرة، وانقطاع حاسة الشم، ولكن زوجي عانى بقوة، وعندما رأيت زوجي بهذا التعب خفت وقلقلت، وبدأت أشعر بالاختناق والموت.
ذهبت إلى المستشفى وأعطوني حبة مهدئة، أو ما هي لا أعرف! ولكن شخصوا أنه خوف، الآن طول اليوم أشعر بضغط على الصدر، وعدم القدرة على التنفس، وألم بالصدر، وذهبت للطبيب وفحص التنفس والرئة، وقال: طبيعية.
بعدها شعرت بجفاف بأنفي، وقالوا لي: طبيعية ولا يوجد شيء .. والآن أشكو من وجود شيء سميك بالحلق، لا أعلم ما هو، ينزل ويصعد، قد أتعبني، لا أشعر معه بحرقة أو شيء حامض، ولكن أشعر فقط بشيء عالق، وأتجشأ كثيرا، ولا أشعر بالراحة بعد الأكل.
لدي آلام بمنطقة الحلق والأذن، رغم سلامة التشخيص، ولكنها تأتي وتختفي، وفحوصات الدم طبيعية، عدا فيتامين (أ) أتناوله الآن.
هل لدي وساوس نفسية أو ارتجاع مريء أو أعراض كورونا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بخصوص اكتئاب الوالدة: دائما إذا كان اكتئابا متوسطا أو به أعراض تؤثر على الشخص يجب اللجوء إلى الطبيب وأخذ العلاج اللازم، وإذا كان اكتئابا بسيطا فيمكن أن يذهب بدون علاج، هذا بخصوص اكتئاب الوالدة.
بخصوص الأعراض التي ظهرت مع جائحة الكورونا التي أصابتك وأصابت زوجك؛ فقد اتضح الآن بعد دراسات أن عشرين بالمائة من الأشخاص الذين يصابون بجائحة الكورونا تظهر عندهم أعراض نفسية، وبالذات إذا كان عندهم تاريخ للمرض النفسي من قبل، وحتى بدون أن تظهر عندهم، أو بدون أن يصابوا بأعراض الكورونا، فقد تظهر أعراض نفسية مصاحبة لهذه الجائحة، وهذه الأعراض النفسية أكثرها قلق ونوبات هلع واكتئاب.
الحمد لله أنت اجتزت أعراض الكورونا بهدوء ولم تؤثر عليك، وهذا يحصل لكثير من الناس، وطبعا الكورونا تشخص إما بالفحص الإيجابي أو بالكشف على الرئة، وهذه أكثر دقة، والحمد لله تم الكشف على رئتكم وثبت أنكم لم تتأثروا، وهذا هو الكشف الدقيق للكورونا.
ما تعانين منه الآن هي أعراض قلق، ومخاوف وسواسية في المقام الأول، إذا استمرت هذه الأعراض فعليك بأخذ علاج مثل السبرالكس، عشرة مليجرام، تناولي نصف حبة – أي خمسة مليجرام – بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، وعليك بالاستمرار عليها لعدة أشهر، بالتحديد ستة أشهر بدون توقف، حتى تختفي هذه الأعراض ولا ترجع مرة أخرى، ثم بعد ذلك يمكن سحب الدواء بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتوقف تماما.
وفقك الله وسدد خطاك.