تحليل شخصية الفتاة المتميزة في العلاقات وقت العمل والجامدة في غيره

0 217

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أود استشارتكم في موضوع فتاة تعاني من الجمود، وأعني بذلك أنها لا تستطيع التواصل مع الآخرين، على الرغم من أنها مثقفة وراجحة العقل، فالكل يراها سابقة عمره في تفكيرها، وأخلاقها عالية، محبوبة من زملائها في العمل وأهلها ورؤسائها، ويجدونها دائما متميزة عن الغير، والجميع يلجأ إليها في أوقات المصاعب والشدائد، أما في الأوقات العادية فالكل يراها جامدة مملة يصعب الجلوس معها، وأنها تفتقد لروح المرح، هل يكون الخجل سبب ذلك أم ماذا؟

بدأت الآن تخاف من الزواج بسبب جمودها، وتشعر بأنها ستخسر زوجها، وأنها لن تستطيع تكوين علاقة عاطفية حميمة مع زوجها، بماذا تنصحون أن تفعل للتخلص من الجمود؟ وهل من دعاء لذلك؟ فهي مؤمنة بأن الله هو مسبب الأسباب وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

أرجو سرعة الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت العزيزة/ مها حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فحقيقة لا أرى أن هذه الأخت تعاني من مشكلة حقيقية، فعلى العكس تماما هي تحمل الأخلاق العالية ومحبوبة في مجال عملها وأهلها، وهي متميزة، وربما تتصادم مع الآخرين؛ لأنها شخص جاد، ولا تريد أن تضيع وقتها فيما لا يفيد، وهذا لا يعتبر شيئا منبوذا أو نقصا في الشخصية، وهذا لا يعني أننا لا نؤيد أو لا نؤمن بمنهج أن يكون الإنسان مرحا ومتواصلا ومتساهلا في بعض الأحيان.

كما ذكرت هذه الأخت تحمل شخصيتها أنماط الجدية، وأنا على ثقة كاملة أنها لو هيئت لها الظروف المناسبة سيكون لها شأن، فهي قد تتبوأ بعض المناصب القيادية النسوية، ومن خلالها تستطيع أن تفجر طاقاتها.

لا أرى أن هنالك أي سبب يجعلها تتردد في موضوع الزواج، ولكن من الطبيعي أن تكون حريصة في تخيرها للزوج الذي يناسب شخصيتها إذا توافر مثل هذا الزوج؛ لأن أي نوع من عدم الموائمة بين الشخصيتين ربما يؤدي إلى صعوبات في الزواج.

ربما تكون إجابتنا غير مقنعة بالنسبة لك، ولكن الشيء الذي أؤكده أن هذه الأخت لا أرى أن لديها مشكلة حقيقية.

بالنسبة للدعاء فنحن جميعا في حاجة إليه؛ لأنه مخ العبادة، فهذه الأخت يمكنها أن ترجع إلى كتب الأذكار المعروفة، وأن تكثر من الأدعية المأثورة التي وردت في السنة، وأن تسأل الله دائما أن يحببها إلى الناس، وأن يحبب الناس إليها.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات