علاقتي مع صديقي قوية ولكننا نكثر من السكوت

0 26

السؤال

السلام عليكم.

لي صديق علاقتنا -الحمد لله- قوية جدا، وممتازة لكن الكلام بيننا قليل جدا، أغلب الوقت نبقى ساكتين! فكيف أواجه الأمر هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ M k حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، نسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال.

إذا وجد الإنسان الصديق الصالح فتلك نعمة من نعم الله تبارك وتعالى، والصداقة الحقة المفيدة للإنسان في الدنيا والآخرة هي ما كانت لله، وبالله، وفي الله، وعلى مراد الله، لأن أي صداقة لا تقوم على التقوى والإيمان تنقلب إلى عداوة، {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}، فأرجو أن تؤسس صداقة بينك وبين الصديق المذكور أولا على التعاون على البر والتقوى، وعلى التواصي بالحق وبالصبر عليه.

بعد ذلك إذا أردت أن تتكلم مع الصديق أو أراد أن يتكلم معك فاحرصوا على أن يكون الكلام كلاما مباحا، وأعلى من ذلك أن يكون الكلام نصحا وخيرا تستفيدون منه، فإن أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك وهداك إلى مراشدك، وعدوك من غرك ومناك.

مما يجعل الحديث يدور بين الأصدقاء أن تكون بينهم قواسم مشتركة، فعلى كل منكم أن يكتشف نقاط الاشتراك بينكما؛ لأن هذه هي التي تعين الإنسان على أن يتكلم، وإذا عرف الإنسان (أيضا) اهتمامات الآخر فإنه يستطيع أن يدفعه للكلام، فلو عندنا إنسان يحب القراءة؛ الذي يحركه الكلام عن القراءة، ولو عندنا إنسان رياضي يحب كرة القدم فالكلام عنده الذي يجعله يتكلم أن يسأل عن كرة القدم وأخبارها وأحوالها، والذي يحب كتاب الله – وتلك منزلة من المنازل العظيمة – فالذي يحركه في الكلام أن نتحدث معه عن تجويد القرآن وتلاواته وقرائه وما يتعلق بكلام ربنا تبارك وتعالى.

أرجو ألا تحزن على قلة الكلام، فإنها ميزة، إلا إذا كان كلاما في الخير.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونسأله أن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات