أرى أحلاما مزعجة كل يوم، ما تفسير ذلك؟

0 32

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

احترت من نفسي، وخجلت أمام زوجتي بسبب الأحلام المزعجة التي أراها كل يوم، كأنني أتشاجر مع أحد وأضربه، والضرب يعود على زوجتي دون أن أشعر، زوجتي تخاف من أحلامي المزعجة، رغم أنني أصلي -الحمد لله-، وقبل النوم أجمع كفي وأقرأ آية الكرسي وسور الإخلاص والفلق والناس 3 مرات، وأمسح جسمي كله ثم أنام.

ما زلت أرى تلك الأحلام المزعجة، تعبت، وزوجتي تعبت مني، هل من حل لديكم؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أخي: في الغالب الذي لديك -كما تفضلت- هذه الأحلام المزعجة، وربما يكون لديك شيء من الهرع الليلي، ولذا تكون لك حركة جسدية، وقد يكون فيها نوع من الضرب هنا وهناك -كما تفضلت-.

هذه الظواهر موجودة، وتختفي وتتلاشى مع العمر، وغالبا هي ليست مرضا، لكنها مرتبطة بالصحة النومية والنفسية والجسدية، وفي بعض الناس هنالك ميولات أسرية، بمعنى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورا في ظهور مثل هذه الحالات.

أنا أقول لك أخي الكريم: لا تنزعج، -والحمد لله- أنت حريص على أذكار النوم، وهي فعلا مهمة ومفيدة ولا شك في ذلك، تحتاج لبعض الإجراءات الأخرى فيما يتعلق بنمط حياتك.

أولا: يجب أن تتجنب النوم النهاري تماما.

ثانيا: حاول أن تتجنب السهر، هذا أيضا ضروري؛ لأنه يرتب الساعة البيولوجية لديك.

ثالثا: تثبيت وقت النوم، بأن تجعل وقت النوم في وقت محدد.

رابعا: لا تتناول أي أطعمة دسمة ليلا، كما أن وجبة العشاء يجب أن تكون خفيفة، ويجب أن تكون في وقت مبكر.

خامسا: تجنب أيضا شر الشاي والقهوة أو البيبسي أو الكولا، أو أي من محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساء.

نحن لا نريد أن نحرمك من هذه الطيبات، لكن قطعا هي لها أضرارها، ويمكنك أن تتناولها قبل الأزمنة التي حددناها لك.

سادسا: إذا كنت من المدخنين أرجو أن تتوقف عن التدخين؛ لأن النيكوتين أيضا من المثيرات.

سابعا: أنت محتاج لتطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، تمارين شد العضلات واسترخائها، هذه كلها تمارين طيبة ومفيدة، توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تطبق هذه التمارين على الأقل مرتين في اليوم، أحدها تكون قبل النوم بساعة.

طبعا الإنسان يجب ألا يبحث عن النوم، تجعل النوم يبحث عنك بأن تهيأ الظروف المناسبة له، -كما ذكرنا-: تثبيت وقت النوم، أذكار النوم، التقليل من الطعام ليلا، التأمل والتدبر الإيجابي قبل النوم، حتى المعاشرة الزوجية تحسن كثيرا من النوم.

بهذه الكيفية الإنسان يهيأ نفسه لنوم طيب، ونوم سعيد، ونوم إيجابي، فهذه الأشياء هي التي أنصحك بها، وربما يكون أيضا من الجيد أن تتناول دواء بسيط يعمق نومك بصورة أفضل، الدواء يسمى (تريبتزول)، واسمه العلمي (إيميتربتالين)، هو مضاد للاكتئاب وللقلق، وهو من الأدوية القديمة جدا، الجرعات الصغيرة مثل عشرة مليجرام -والتي أريدك أن تتناولها ليلا- هذه ليست جرعة مضادة للاكتئاب، إنما هي مزيلة لأي توترات وأي قلق، كما أنها تحسن النوم نسبيا، فإذا تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلا لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم توقف عن تناوله.

لا تحكي عن هذه الأحلام، ولا تتكلم عنها أبدا، إنما طبق ما ورد في السنة المطهرة، حين تستيقظ اسأل الله خيرها، واستعذ بالله من شرها، واتفل على شقك الأيسر ثلاثا، وتعوذ بالله من الشيطان، ولا تحدث بها أحدا، -وإن شاء الله- لن تكون تحت تأثيرها أو وطأتها، ولن تضرك -بإذن الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات