السؤال
السلام عليكم
ما الحل لاضطرابات النوم واختلاف مواعيد النوم يوميا، بحيث تتغير تقريبا ساعة كل يوم، مثلا إذا كان موعد النوم 8 مساء فغدا يكون 9 مساء، واليوم الذي بعده 10 مساء وهكذا 11 مساء، 12 صباحا, 1 صباحا، وطبعا مواعيد الاستيقاظ تتغير تباعا، هذه المشكلة الأولى.
المشكلة الثانية هي: نحول في الجسم، حتى مع تناول كميات كبيرة من الطعام قد تسمن الشخص الطبيعي، هذا بالإضافة لمشاكل القلق والاكتئاب والتفكير الزائد في الأمور، هل يمكن أن يكون لهذه المشاكل جميعا سبب مشترك مثل مشاكل في الهرمونات، أو الأنزيمات، أو ما إلى ذلك؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد اللطيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
الصحة النومية لها أصولها ولها شروطها، بالرغم من النوم هو أمر طبيعي جدا وغريزي، لكنه يعتمد على آليات بيولوجية وفسيولوجية ونفسية، والإنسان إذا حاول أن يرتب ساعته البيولوجية بصورة صحيحة، قطعا سوف ينام نوما سليما وصحيحا وطيبا، خاصة في مثل عمرك النوم من المفترض أن يكون في مراحله الأربعة في أفضل حالاته.
أولا أخي الكريم: من الضروري جدا أن تتجنب النوم النهاري، هذا لا يصلح أبدا في سنك.
ثانيا: أن يكون لك شيء من البرامج الواضحة ما بعد النوم الليلي، يعني أن تستيقظ مبكرا وتبدأ يومك، فمثلا تثبيت وقت النوم ليلا، وتجنب السهر، والنوم المبكر مفيد جدا؛ لأنه يجعلك تستيقظ مبكرا وتصلي صلاة الفجر في وقتها، ثم تبدأ بعد ذلك يومك من دراسة، من قراءة، من كل الأعمال الحياتية الضرورية، وهذه البدايات الإيجابية تحفزك على أن يكون أدائك في بقية اليوم أيضا أداء إيجابيا وفيه الكثير من الإنجازات عليك بمردود طيب مما يجعلك تحفز نفسك للمزيد من النجاحات، إذا هذا أمر مهم.
الأمر الآخر: يفضل تماما أن تتجنب تناول الأطعمة الدسمة أو الثقيلة بعد الساعة السادسة مساء، هذا شرط ضروري.
بالنسبة للذين يدخنون: التدخين حقيقة يتعارض تماما مع النوم الصحي، فالحل هو التوقف عن التدخين.
ثانيا: المثيرات (المشروبات) التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، هذه يفضل تماما أن يبتعد عنها الإنسان تماما بعد الساعة السادسة مساء.
تطبيق تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس المتدرجة، قبض العضلات وشدها، لابد أن يتدرب عليها الإنسان، هذه مفيدة جدا، وتوجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية ممارستها، هذه يمارسها الإنسان قبل النوم بساعة، والذي يحدث هو أن الإنسان بعد أن يمارس هذه التمارين يمكن أن يجلس قليلا على كرسي مثلا، وبعد ذلك سوف تحس أن النوم ابتدأ يناديك، أنت تحس بشيء من النعاس، وهذه مقدمة جيدة للنوم.
الحرص على أذكار النوم، هذه الأذكار حين يقرأها الإنسان بتدبر وبتأمل مهمة ومفيدة جدا، وحقيقة هي من مسهلات النوم.
طبعا التأمل والتدبر وما يسمى بالاستغراق الذهني الإيجابي قبل النوم أيضا يجعل النوم عند الناس ثابتا وجيدا ومفيدا، وتكون الساعة البيولوجية قد ترتبت تماما على هذا النسق، وقطعا هذا يبعد الإنسان عن التفاوتات والتباينات في وقت النوم الذي تحدثت عنها.
بالنسبة للمشكلة الثانية وهي نحول الجسد: طبعا نحول الجسد يمكن أن يكون أمرا طبيعيا بالجينات البيولوجية عند الإنسان، أو يمكن أن يكون لأسباب غذائية، أو للجهد الجسدي الزائد، أو كلاهما. عموما: أنا أنصحك بأن تجري فحوصات طبية عامة، تتأكد من مستوى الهيموجلوبين لديك، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى فيتامين (ب 12)، وفيتامين (د)، ومستوى الدهنيات، هذا مهم جدا، وأيضا من أهم الفحوصات هو مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية.
الشيء الذي نعرفه أن بعض الناس درجة حرق الطعام لديهم عالية فطريا، وهؤلاء تجد أن شهيتهم للطعام ممتازة ويتناولون كميات معقولة جدا من الطعام دون أن تحدث أي زيادة في أوزانهم، والاختلافات الوراثية والجينية تلعب دورا كبيرا في هذا المقام، ونحن نقول في مثل هذه الحالات: إذا كان الإنسان فحوصاته طبيعية ومستوى قوة الدم لديه والوظائف الأساسية ممتازة فيجب ألا ينزعج لهذا الأمر، ويمكن فقط أن يحسن من وجبة العشاء، أن تكون وجبة العشاء ذات مكونات ممتازة، ويحاول الإنسان أن يأكل بقدر ما يستطيع، لأن وجبة العشاء لا يحرق الطعام بكميات كبيرة؛ لأن الإنسان ينام ليلا، هذه وجد أنها تؤدي إلى تحسن في وزن الشخص الذي يتميز جسده بالنحافة.
أنا أيضا أريد أن أصف لك دواء بسيطا جدا، وفي ذات الوقت يحسن الشهية، الدواء يعرف باسم (ميرتازبين)، هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكن بجرعات صغيرة يحسن النوم جدا ويحسن الشهية، وهو غير إدماني. حبة الميرتازبين تحتوي على ثلاثين مليجراما، أريدك أن تتناول ربع حبة فقط -أي 7,5 مليجرام- ليلا، ساعة قبل النوم، لمدة شهرين، ثم تجعلها ربع حبة (7,5 مليجرام) -أي على نفس الجرعة- تتناولها يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أرجو أن تكون هذه الإرشادات مفيدة بالنسبة لك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.