راودتني وساوس بأنني لم أعد مسلما، أفيدوني.

0 24

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 18 سنة، -الحمد لله- لست مداوما على المعاصي، يعني أتوب وأرجع إن فعلت معصية، لكن ذات مرة دخلت على حساب فيسبوك لشخصية أجنبية، كنت قد بحثت عن اسم أجنبي عشوائي، وكان الحساب فيه صور لا يجوز النظر إليها، وعندما كنت أقلب في الحساب وجدت كلاما عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلم أكمل القراءة لأنني أعرف أن هذا ليس بموضع يذكر فيه اسم الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

خرجت من الحساب ولكنني لم أنته عن المعصية، بل دخلت على حسابات أخرى تحتوي على صور محرمة، واتبعت خطوات الشيطان، ودخلت على موقع آخر، وعندما انتهيت وعزمت على التوبة راودتني وساوس كثيرة بأن ما فعلت كان عظيما، ونفسي باتت تؤنبني جدا، وأصبحت تراودني وساوس بأنني لم أعد مسلما فأرجو المساعدة.

أخاف على ديني وإسلامي، أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يوفقك للتوبة، وأن يقيك من شر الشيطان وشركه، والجواب على ما ذكرت:

- بداية، وبما أنك تعلم حرمة الدخول إلى موقع فيها صور ومقاطع مخلة بالآداب، وفيها ما حرم الله، فإن الواجب عليك شرعا سرعة التوبة إلى الله تعالى من غير تردد، وأن تعزم على أن لا تعود إلى دخول تلك المواقع، وحتى لا تعود إليها يمكن أن تأخذ ببعض الوسائل المعينة على ذلك:

* فمن ذلك: مراقبة الله وتقوية الخوف منه، وأنه يراك في كل حال.

*ومنها: المحافظة على الطاعات وكثرة الاستغفار والذكر.

* ومنها: كثرة الدعاء بأن يجعلك الله من عباد الله الصالحين ويثبتك على دينه، وكذلك الدعاء بأن يصرف الله عنك السوء والفحشاء وأن يرزقك العفة.

* ومنها: أن تشغل نفسك بكل نافع من قراءة وهوايات نافعة وفي نفع الآخرين ونحو ذلك.

* ومنها: عليك بغض البصر، والبعد عن أسباب الشهوات.

* ومنها: سارع إلى الزواج حتى تصرف الشهوة فيما أباح الله لك.

* ومنها: حضور مجالس أهل العلم والسماع للمواعظ، ومجالسة الصالحين رجاء الاستفادة منهم من نصائحهم ونحو ذلك.

* ومنها: زيارة القبور فإنها تذكر الإنسان بالموت وأنه يجب أن يستعد له بالعمل الصالح.

- أما بخصوص الوسواس فإن هذا أمر طرأ عليك بسبب البعد عن الله تعالى وكثرة الدخول إلى مواقع التواصل السيئة، وإذا ما عدت إلى الله وتركت تلك المعاصي سيخف عنك الوسواس، وعليك أن تكثر من الذكر والاستغفار، ولقد أحسنت في قطع التفكير وفي الإعراض عن الوسواس، فهذا أمر نافع جدا في الخلاص منه.

- أما الأثر على إيمانك، فإن الله تعالى لا يؤاخذ بما يحصل للإنسان بسبب الوسواس؛ لأن ذلك مجرد أوهام لا حقيقة لها، فأنت ما زلت من المسلمين وأصل إيمانك ما زال باقيا، وإنما الذي حدث ذلك ضعف في الإيمان، وإذا عدت إلى الله وأصلحت من حالك سيقوي إيمانك وعليك أن تعلم أن باب التوبة ما زال مفتوحا أمامك، ولهذا إذا تبت إلى الله من ذنبك فإن الله يقبل توبتك، ولا تيأس من رحمة الله وأحسن الظن بالله فالله غفور رحيم.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات