الأسباب الدافعة إلى طلب المرأة الطلاق والإرشادات للرجل حال ذلك

0 555

السؤال

زوجتي تطلب الطلاق وأنا أرفض، أقول: ربما يهديها الله وترجع إلى المنزل، وأنا أحبها كثيرا، أرجو أن تعود، لأن أسرتي في تدهور وانشقاق، أريد حلا لهذه المشكلة في أقرب وقت.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ Driss حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يؤلف بين القلوب وأن يستر العيوب ويغفر الذنوب، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.

قد أحسنت برفضك لطلبها، وأرجو ألا يكون ذلك من باب العناد، ونسأل الله أن يردها إلى صوابها، ولن تنسى لك هذا الموقف؛ لأن المرأة لا تفكر في العواقب، وهي سريعة الانفعال متقلبة المزاج تعتريها بعض الأحوال في أيام حيضها وحملها، وقد خلقها الله بجرعات زائدة من العاطفة حتى تؤدي دورها في تربية أولادها وإسعاد زوجها، وهذا الجانب يطغى على عقلها وتفكيرها، ومن هنا تتجلى حكمة الشريعة التي لم تجعل الطلاق بيد المرأة، ولو كان الأمر كذلك لحدث الفراق ربما في اليوم الواحد مرارا.

أرجو أن تجتهد في معرفة أسباب نفور هذه الزوجة، وأنت أعلم من غيرك، وإذا عرف السبب بطل العجب، وأمكن إصلاح العطب، وهذا عرض لبعض الأسباب التي تدفع المرأة لطلب الطلاق، وهي كما يلي:

1- أن تكون الفتاة قد أجبرت على الزواج ممن لا تريد.

2- أن يتم الزواج بعد تجربة عاطفية طويلة؛ لأن في ذلك مخالفة ولكل معصية شؤمها وثمارها، وكما قيل: الخاطب كذاب، وكثيرا ما تصدم الفتاة بعد الزواج بشخصية أخرى غير تلك التي كانت تغريها وتمنيها، ويصدم الجميع بالمسئوليات والالتزامات المترتبة على الزواج، ومن طرائف ما ذكر في هذا الباب قول تلك المرأة عن زوجها: لقد عودني سماع الكلمات الحلوة قبل الزواج وتغيرت الأحوال بعد الزواج، فقال لها الحكيم: إن الصياد يضع الطعم للسمكة حتى يصطادها لكنه لا يفعل ذلك بعد أن يمسكها! ولكن الصواب أن المؤمن يحسن إلى أهله ويتأسى برسولنا صلى الله عليه وسلم الذي قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

3- الفشل في تحقيق المتعة في الفراش، وذلك لعدم الاهتمام بالمداعبة والملاطفة وإثارة المشاكل في تلك اللحظات، وعدم الانتظار حتى تأخذ حظها من المتعة.

4- عدم فهم نفسية المرأة، وعدم إشعارها بالحب والاهتمام، علما بأن حاجتها لذلك لا تقل عن حاجتها للطعام والشراب.

5- حديث الرجل عن أخريات، وعدم تقدير مشاعرها.

6- فتح الملفات القديمة، والحديث عن رفيقات الهوى.

7- عدم إظهار مشاعر الحب؛ فإنها لا تستفيد من حبك المكتوم.

وأرجو أن تهتم بها وتخبرها بأنك تحتاج إلى أن تحاورها في هذا الموضوع، ومن الضروري أن تعلن لها عن مشاعرك، وتطلب منها أن تفكر في العواقب، وتتذكر نظرات الناس للمرأة المطلقة، وذكرها بالمواقف الجميلة معها، وأكثر من الثناء عليها، وعلمها أن الحياة الزوجية لا تخلو من أزمات ولكن الحكمة تكون في علاجها وحسن التعامل معها وهي ملح الحياة، وبها يستطيع الإنسان أن يعرف مشاعر شريكه ويكشف الأمور التي تضايقه ليتفاداها.

والله ولي التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات