السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حالتي منذ سنة تقريبا أشعر بأن صدري مكتوم، وآخذ نفسا عميقا بعد عدة محاولات وبعدها بفترها تعبت نفسيتي، وبدأت بالانعزال، ولا أحب الخروج بسبب الخوف الذي ينتابني، وحياتي العملية والاجتماعية تعطلت.
صرت أخاف أن أجلس مع أحد من العائلة أو من الخارج، وبعدها ذهبت وعملت جميع الفحوصات غدة درقية، والهرمونات كاملة، وصورة دم، وكل شيء سليم، والحمد لله.
ذهبت إلى أخصائي صدرية، وعملت فحص كفائة الرئة، وكل شيء سليم، لكن يوجد حساسية يسيرة، وصرف لي بخاخا، ولم أتحسن عليه.
بعدها ذهبت إلى استشاري نفسية، وتم تشخيصي بقلق نفسي، وصرف لي دواء إستلوبرام 10، وها أنا آخذ الدواء منذ أسبوع، ولكن لا يوجد تحسن، وأنا خائف، هل سأكمل حياتي بهذه المعاناة التي عطلت معظم نشاطاتي؟!
أنا مدخن وأحاول الإقلاع، وأرجو منكم إفادتي، ما هذا الذي أمر به من الضيق الذي ينتابني فقط عند الراحة وعند الجهد، ولا يوجد شيء سوى الخوف، ويوجد ضيق بالصدر لا يحتمل، ماذا علي أن أفعل، ومراقبة التنفس أتعبتني.
وجزاكم كل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Malek حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من خلال السرد في الاستشارة، ومن خلال الفحوصات التي تم إجراؤها فإن حالتك تميل إلى وجود اكتئاب depression وهذه الحالة تؤدي إلى ضيق في التنفس، والى الانعزال، وإلى عدم الإقبال على الحياة، ولذلك فقد وصف لك الطبيب دواء إسيتالوبرام 10 مج.
من المعروف أن مفعول هذا الدواء يبدأ في الظهور بعد 15 يوما من بداية تناوله، حيث يعمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين في الدماغ، ويمكن بعد مرور هذه المدة رفع جرعة الدواء إلى 20 مج على أن يستمر تناول الدواء لمدة عام كامل ثم تعود لجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
من المعروف أن أمراض القلق النفسي والاكتئاب والخوف المرضي تؤدي إلى اضطراب في مستوى هرمون سيروتونين وهو الهرمون الموصل العصبي في الدماغ، مما يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية، ومن بينها الشعور بالاكتئاب، ومع تحسن الأعراض يمكنك العمل على ضبط مستوى هرمون سيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء.
بالإضافة إلى الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا، مدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.
من المهم أن تكون إيجابيا، وتعمل على التوقف الفوري عن التدخين من خلال الإرادة القوية، والعزيمة، والرغبة في الشفاء، وهي الحافز الوحيد للإقلاع عن التدخين، ولا تحتاج إلا إلى أسبوعين فقط لكي تتخلص خلاياك من حالة الإدمان التي يسببها التدخين.
بعد تلك الأيام وبعد انسحاب مادة النيكوتين المسببة للإدمان من دم المدخن فلن تعود إلى التدخين مرة أخرى، والعودة تكون بسبب ضعف الإرادة، وضغط الأصدقاء، وليس بسبب الحنين والرغبة في التدخين.
من المعلوم أيضا أن الهيموجلوبين يفضل الارتباط بغاز أول وثاني أكسيد الكربون الموجودين في السيجارة أكثر بنحو 210 مرة من ارتباطه بالأكسجين، haemoglobin affinity فيظل الهيموجلوبين في حركة دائمة بين الخلايا والرئتين، محملا بالغازات السامة دون حمل الأكسجين، فيؤدي ذلك إلى الشعور بالخفقان والتعب العام، والإرهاق، وضيق التنفس والأرق.
إذا أردت الشفاء فإن الحل بيدك الآن، في ضرورة الإقلاع عن التدخين فورا، ودع عنك مقولة لا أستطيع ذلك.
نؤكد دائما على أهمية ضبط مستوى فيتامين D من خلال أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا، لمدة 12 أسبوعا مع الحرص على تناول مكملات غذائية، مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين، أو أكثر وهي موجودة في الصيدليات، وفي محلات المكملات الغذائية.
وفقك الله لما فيه الخير.