السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة نفسية، وأعاني من الخجل الزائد وليس لدي المال للعلاج من هذا، وأهلي لن يعطوني المال لكي أتعالج من هذا، وأخجل بشكل كبير في فعل بعض الواجبات وترك بعض المحرمات، فمثلا لو أن هناك فرقا كبيرا بين المصلي والمصلي في صلاة الجماعة أخجل أن أقول لهم تراصوا.
عندما أتدبر القرآن أخشى أن أقصر، لأن في القرآن الكريم الكثير من الواجبات والكثير من ذكر المحرمات.
مع هذا الخجل أنا متأكد أنه سيحصل تقصير بسبب هذا الخجل الشديد، وأنا أرجو أن أتعالج وأريد أن أطيع ربي، حيث إني أفكر في أي طريقة ممكنة لأن أتعالج؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: صفة الخجل -الذي في غير محله- صفة غير محبذة، وعلى من يتصف بهذه الصفة أن يعمل على التخلص منها بأسرع وقت، لأنها ستؤدي إلى العديد من المشكلات الشخصية والعائلية في المستقبل.
فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي ستساعدك -بمشيئة الله- في التخفيف من الخجل عندك:
- حدد جميع المواقف التي تخجل فيها، واكتبها، وكل ما كتبت موقفا ضع مبرراتك أنت لماذا تخجل.
مثال: "أخجل عندما أرى مجموعة من الفتيات ويتوجه لي سؤال" الآن اكتب مبرراتك: مثلا: لأن عددهن كبير، لأني لا أجيد الإجابة، وهكذا مع بقية المواقف، وبعد أن تنتهي من حصر المبررات لكل موقف اقرأها بعناية، وانظر هل المبررات تستحق هذا الخجل حسب الموقف؟
كلما كتبت أكثر ستصبح أكثر وعيا وعقلانية على الأسباب، وبالتدريج سيقل عندك مستوى الخجل، لأنك كلما واجهت موقفا يخجلك ستضع مبررا لهذا الخجل، وسرعان ما تتحرر من هذا الشعور بعد تكرار ذلك في أكثر من موقف.
- عبر عن نفسك بحرية دون قيود، فالآخرين لا يكترثون كثيرا إلى مشاعرك الداخلية، لأنهم لا يرونها بل يرون سلوكك اللفظي والحركي، لذا عبر ولا تخف، واهتم بذاتك وتطويرها، ولا تكترث كثيرا بآراء الناس، لأنك وبالتدريج ستشعر بالتحسن.
- تعود على قول كلمة "لا" عندما يتطلب الموقف ذلك، لا تكن منصاعا لكل ما يقال لك، أو تخاف من الرد.
- اتبع طريقة "التدريب الذاتي" من خلال تخيل أنك تريد الحديث مع مجموعة عن أمر ما ثم قم بتسجيل فيديو قصير على هاتفك ثم شاهد نفسك هذا الفيديو واحصر أخطاءك، قد تقول يفترض أن أقول: (......) أو لقد كنت متوترا جدا أثناء الحديث، فعلي أن أسترخي، قم بمسح الفيديو وسجل واحدا آخر، واستخدم هذه الاستراتيجية يوميا حتى تشعر أنك أصبحت بالفعل تتكلم بثقة.
- تواصل وتفاعل اجتماعيا مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعا وخبرة في معظم نواحي الحياة، ويوسع من مداركك وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.
- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا، وأكثر تفاعلا وكفاءة.
- اصغ جيدا لمن يتكلم معك، ولا تقاطعه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة، وأثناء إصغاءك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماما لما يقوله، واحرص على التواصل بصريا معه، وقم بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.
- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم، وعندما تنظمج في مجموعة ما، عبر عن رأيك ولا تبق صامتا.
- عندما تتكلم، نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر إلا بعدما تشعر أن الموضوع الأول قد انتهى فعلا، فهذا يساعدك على الطلاقة بالكلام وعدم الخجل.
- يمكن تكوين علاقات صداقة قوية من خلال الاهتمام بالآخرين، وإظهار هذا الاهتمام لهم ليتمكنوا من معرفة قيمتهم عندك، وبالتالي تستطيع تفريغ ما عندك من مشكلات ومشاعر إلى أشخاص مقربين، وهذا يجعلك أكثر انطلاقا في كلامك وتعبيرا عن ذاتك بحرية.
- عود نفسك على قول: "لا" عندما يحتاج الموقف ذلك، ولا تلزم نفسك بقبول كل ما يمليه عليك الآخرين، فليكن لك رأيك المستقل ووجهة نظرك المتفردة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.