السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة متزوجة وأعمل في منظمة إنسانية، لا أعلم لماذا لدي دافع دائما للحديث مع الشباب الذين أجدهم أصحاب ثقة واحترام، الذين هم زملاء لي في العمل، ولا أستطيع محادثتهم بشكل مباشر، بل على الهاتف.
حديثي ضمن الحدود، وعملي بشكل ما ولا يوجد به أي شيء يتعلق بحديث شاب مع فتاة، بل أشعر بأن من أحادثه مثله مثلي، أنا منزعجة من ذلك ولا أستطيع كف هذا الأمر.
هذه المشكلة أضرتني؛ بسبب إنني فتاة وهم ذكور، وطبعا هذا الأمر مرفوض من الناحية الشرعية، ولكن لا أعلم لماذا أرتاح بالحديث مع أي شاب أجده بعمري، وطباعه تشبهني، أشعر وكأنه أخ لي.
أنا أحب زوجي جدا، وليس ببالي أبدا أي تفكير عند الحديث مع الشباب، وأشعر أنه مثلي ولا فرق بيننا، ماذا أفعل للتخلص من تلك المشكلة؟
ساعدوني جزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، وشكرا على هذا السؤال الذي يدل على حرص على الخير، ونحيي تواصلك مع الموقع، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.
لا شك أن هذا الشعور الذي عندك بالضيق من هذا الذي تعودت عليه دليل على أنك على خير، والأمر لا يحتاج إلى فتوى، فالإثم ما حاك في صدرك وتلجلج فيه، فلذلك أرجو أن تجتهدي في تغيير هذا النمط ليكون الحديث فقط في الأمور المهمة، وبالمقدار المهم، لأن المرأة إذا تكلمت الرجال ينبغي أن تتقيد بالضوابط الواردة في قوله تعالى: {فلا تخضعن بالقول} وقوله: {وقلن قولا معروفا}.
إذا أن يكون الكلام قليلا، ويكون الكلام عند الحاجة إليه، ويكون الكلام بلا خضوع في القول، أن يكون الكلام أيضا في المعروف.
والحمد لله يظهر أن هذه معظمها متحقق، ولكن تبقى مشكلة كثرة الكلام، لأنا لا نريد أن تعتادي هذا الأمر، وأيضا ليس هناك ما يسمى بالزمالة إلا في إطار الحياة الزوجية، زميلك هو زوجك، زميلك هو العم والخال، هم هؤلاء المحارم، فلا صداقة ولا زمالة إلا في إطار الزوجية أو المحرمية، يعني: بين الذكر والأنثى.
ولذلك أرجو أن تعودي إلى الأصل، وإذا كنت الآن -ولله الحمد- تتكلمي بقلب صافي ولا تشعري بشيء فإن الأمور لن تستمر بهذه الطريقة، وستأتي اللحظة التي يحدث فيه شعور للآخر، الشعور الطبيعي، لأن السالب والموجب لابد أن يحصل بينهما تجاذب، وكذلك الذكر والأنثى.
وإذا لم يحصل هذا لكونك متماسكة ولكونك محبة لزوجك فإن الطرف الآخر لا يؤمن، فالمرأة إما أن تفتن نفسها وإما أن تفتن غيرها أيضا، ولذلك هذه الشريعة أنزلها الحكيم العليم الخبير، الذي خلق النفوس {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}؟ هو الذي وضع هذه الشريعة التي تضع الحدود والقواعد والضوابط لحديث المرأة.
ونسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يعينك أيضا على هذا الشعور الحي والضمير الحي الذي يرفض الأمور التي لا ترضي الله -تبارك وتعالى-، ونتمنى أن تجتهدي في تغيير هذه الصورة التي تتعاملي بها مع الشباب الذين هم معك في العمل.
نسأل الله أن يعينك على الوفاء بزوجك، وأن يلهكم السداد والرشاد.