السؤال
أعمل بالسعودية مدرسة كمبيوتر منذ عام ونصف، وأنا منتقبة، وعمري 25 سنة، وقد رغبت في الزواج فسجلت نفسي بموقع زواج، تعرفت منه على شاب 29 سنة يعمل في الجامعة في قسم الحاسب، وهو مصري، وقد طلب أن يتعرف علي من خلال موقع الزواج، تعارفنا وتقابلنا عند صديق أخوه وهو أخ كريم، استأذنت من أخي أن أقابله، وطلب مني أيضا أن أستأذن من والدي فأذن لي والدي، وأخي ووالدي يعلمان أنني تعرفت عليه من ناس عرفونا ببعض فقط، رآني هو رؤية شرعية فرغب بالزواج بي فورا، واتصل بأبي وأخي، هو ليس وسيما، ولكن فقط يعتبرني أني سأكون ملكه في حياته، وهذا ما دفعني فعليا في الزواج منه، ولكن يأتي سؤالي الآن: هل سينجح زواجي من رجل تعارفنا على بعض عن طريق موقع زواج على النت؟ وهل أوافق فعليا على إتمام هذا الأمر، أم أني اخترت طريقة لزواجي خاطئة قد تعود علي بالضرر في المستقبل، وتجرحني هذه الطريقة؟
آسفة للإطالة، وأرجو الرد علي أفادكم الله، وجزاكم الله خيرا، شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ Haya حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
قد سرني إخبارك لشقيقك بالأمر وكذلك والدك، وكم كنت أتمنى أن يذهب معك أخوك في يوم الرؤية الشرعية، فإنك لن تعدمي نصحه ولن تخسري بوجوده، والرجال يحترمون الفتاة التي يقدرها أهلها ويغاروا عليها.
ولا مانع من الناحية الشرعية من تصويب خطأ التعارف عن طريق الإنترنت، وذلك بوضع الأمر في حدود الشريعة، وأرجو أن تحافظي على حجابك وحيائك، واطلبي من أهلك أن يعرفوا عن الرجل الكثير والكثير، واستخيري ربك القدير، واستشيري كل عاقلة من زميلاتك، وكل عاقل من أرحامك، فنعم الرأي ما صدر عن المجرب الخبير.
وليس من الضروري أن يكون الرجل وسيما، ولكن من المهم أن يكون صاحب دين، وأن يكون جماله في أخلاقه، فإن جمال الأجساد عمره محدود، ولكن جمال الدين والأخلاق لا يعرف الحدود، وقل أن يجتمع جمال الظاهر والباطن، وكم من مغرور بجمال مظهره والله وحده العليم بما في قلبه ومخبره، وأحسن من قال:
جمال الوجه مع قبح النفوس كقنديل على قبر المجوس
فهل تفيد الزينات الموضوعة على القبر إذا كان صاحب القبر من عبدة النيران؟! ولذلك فإن المرأة العاقلة تركز على صاحب الدين، والأولياء الأمناء يختارون في الخطيب دينه وأمانته وليس ماله ومظهره.
كما أرجو أن تتأكدوا من قدرته على تحمل المسئوليات؛ فإن معظم الشباب الذين يهربون من الحياة إلى عالم الإنترنت غير جادين في رغبتهم في الزواج، ولكنهم يرغبون في قضاء بعض الوقت، وربما خدعوا فتاة بعد أخرى؛ ولذلك ولعل من المهم والمفيد جدا معرفة أحوال أسرته، والاهتمام بجانب الترابط والتوافق بين والديه وأرحامه؛ لأن ذلك مؤشر على طريقته المتوقعة في حياته مع زوجته، ومعظم الأزواج الناجحين خرجوا من بيوت مستقرة، وكذلك الأمر بالنسبة للزوجات.
وقد أعجبني حرصك على عدم إخبار أهلك بأنك تعرفت عليه من خلال الإنترنت، ومن خلال مواقع الزواج، وإذا كان الرجل صاحب دين وأخلاق فلا مانع من القبول به، وأرجو أن تقدمي لذلك بصلاة الاستخارة ومشاورة الصالحات والأخيار من أرحامك، وهذا الأمر بيدك وحدك؛ فاحرصي على ما يرضي الله، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج؛ فاجعلي علاقتك به تحت سمع وبصر أسرتك، واعلمي أن خير البر عاجله، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.