إيقاف الدواء النفسي فاليوم .. هل له آثار جانبية؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

استخدمت دواء (الفاليوم) لمدة شهرين لأنني أعاني من نوبات الهلع -والحمد الله- توقفت عن الدواء، وأصبحت نوبة الهلع خفيفة، وأعرف كيف أتعامل معها عند حدوثها ولا تعيق حياتي، ولكن بعد توقفي عن الدواء أصبح لدي تلعثم أو صعوبة في الكلام، فهل هذا من الأعراض الانسحابية من الدواء، أو أنني أصبت بالتأتأة، أو لدي رهاب اجتماعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي يظهر لي أنه أصلا لديك نوع من القلق النفسي البسيط، وهذا تولدت منه نوبات الهلع، وبعد أن توقفت عن تناول الـ (فاليوم Valium) – والذي هو الـ (الديازيبام Diazepam) – ازدادت لديك اليقظة النفسية مرة أخرى، وهذا طبعا ينتج عنه التوتر والقلق مرة أخرى، ويعرف أن القلق هو من أكبر أسباب التلعثم والتأتأة.

لا أعتقد أنه لديك رهاب اجتماعي، لكن هو مجرد نوع من القلق النفسي الذي كنت أصلا تعاني منه. ولا أعتقد أن ذلك ناتجا من الآثار الانسحابية للدواء؛ لأن الآثار الانسحابية لهذه الأدوية لا تظل أكثر من أسبوع إلى عشرة أيام.

عموما أنا أريدك الآن أن تركز على تمارين الاسترخاء، تمارين مفيدة جدا لإزالة القلق النفسي الفائض والسلبي، توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين. فإن لم تجد أخصائي نفسي ليدربك عليها يمكنأن تتطلع على أحد البرامج الموجودة على الإنترنت وتطبق التعليمات الموجودة، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين.

ويا أخي: دائما عند الكلام أيضا راعي لغتك الجسدية – أي حركة اليدين – وكذلك نبرة صوتك، وتعابير وجهك، ويجب أن نسعى دائما لأن نطبق المبدأ والتعليم النبوي (وتبسمك في وجه أخيك صدقة).

لا تراقب نفسك حين تتكلم، وطبعا الإنسان حين يرفع من رصيده المعرفي – من خلال الاطلاعات والتنوع في القراءة –يجد سلاسة كبيرة جدا في الكلام، كما أن تلاوة القرآن الكريم بتؤدة وتجويد وتأمل وتدبر قطعا تؤدي إلى طلاقة وفصاحة اللسان، ولا تنسى الدعاء، خاصة دعاء نبي الله موسى، قال: {رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي}.

هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، وحقيقة ما دام لديك تاريخ لنوبات هلع سيكون من الجيد أن تستعمل عقار يسمى تجاريا (سيبرالكس Cipralex) واسمه العلمي (اسيتالوبرام Escitalopram)، هو دواء رائع جدا، ولا يسبب الإدمان مثل الـ (فاليوم)، يمكن أن تبدأ الاسيتالوبرام بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يوميا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة واحدة – أي عشرة مليجرام – يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل الجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة – يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الاسيتالوبرام دواء ممتاز جدا وبسيط، يحسن المزاج، ويعالج المخاوف والقلق والتوترات، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة، وهو لا يسبب أي نوع من الإدمان.

هذه هي التعليمات والإرشادات التي أود أن أنصحك بها، وطبعا تطويرك لكفاءتك الاجتماعية أيضا مهم، دائما كن في الصفوف الأولى في مرفقك الدراسي، ودائما احرص على الصلاة في المسجد مع الجماعة، فهي فيها نوع من التأهيل والترويض الاجتماعي الممتاز جدا، اخرج مع أصدقائك، خاصة الصالحين من الشباب، تفاعل معهم إيجابيا.

أيضا لا تكن سلبيا أو مهمشا داخل البيت، يجب أن تشارك وتكون عضوا فاعلا في أسرتك، هذه كلها أسس ضرورية في الحياة، وأيضا أحسن إدارة وقتك، هذا مهم جدا من حيث إننا من خلال حسن إدارة الوقت والإنجازات نستطيع أن نحول القلق السلبي إلى قلق إيجابي، لأن القلق هو الذي يحسن الدافعية عند الإنسان لينتج، ليرتب نفسه، ليكون شخصا مثابرا، ويستمتع بحياته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات