السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 19 سنة، وأخي عمره 21 سنة، ننام في غرفة واحدة، وهو يسبب لي المشاكل، لا ينام ليلا، ويجبرني على السهر، فهو يضع الكمبيوتر في غرفة النوم ويشغله في الليل، ويرفع الصوت ويزعجني، ويقوم بتشغيل الإضاءة، وأنا أريد أن أنام لكي أستيقظ لصلاة الفجر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي شقيقك الأكبر، وأن يصلح الأحوال، وأن يكتب لكما المحبة والوفاق والسعادة، وأن يحقق لنا ولكما في طاعته الآمال.
لا شك أن شقيق الإنسان بمنزلة رفيعة، وأن الاحتكاكات قد تحصل أحيانا بين الإخوان، ومن الواضح جدا أنك على الحق وعلى الخير، وأنك حريص على طاعة الله تبارك وتعالى، فاسأل الله دائما أن يهدي هذا الشقيق الأكبر، وحاول أن تظهر له الاحترام والحفاوة به وتحفظ له حقه، وبعد ذلك تطالبه بأن يراعي هذا الجانب، وأن يعطيك فرصة حتى تنام وترتاح.
وإذا فشل هذا الأمر فيمكن أن تناقش هذا الأمر مع الوالد أو مع الوالدة، لعلكم أن تصلوا إلى الحل المرضي، لكن أنت طلبك صحيح، كلامك صحيح، والسهر مضر لك وله، ولا مصلحة في تأخير صلاة الفجر، بل اجعل همك أن تصحبه معه إلى صلاة الفجر، واستبشر بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل هو شقيقك الأكبر، والأخ الأكبر الذي ستفرح بهدايته، وسيكون عونا لك على كل الطاعات، قال الله على لسان كليمه موسى: {واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي * اشدد به أزري * وأشركه في أمري * كي نسبحك كثيرا * ونذكرك كثيرا}، {رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك}. هذه معاني ينبغي أن يستحضرها الإنسان.
ونحن نريد أن نقول: أنت داعي إلى الخير، والداعي إلى الخير يحتاج أن يكون حكيما، يختار الألفاظ، يختار الوقت المناسب، يتلطف ويشفق على المقصر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هدايته إلى الخير على يديك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونحن سعداء جدا بهذه الاستشارة، التي ندعوك بعدها إلى تكرار المحاولات والصبر على الأخ، ونسأل الله أن يعينكم على الخير.