السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
استشارتي بخصوص زوجي الذي اكتشفت أنه يدردش عبر مواقع التواصل مع نساء أخريات، وأنا لا أحاول البحث خلفه، لكن لاحظت أنه دائم التركيز في الهاتف، ويحاول أن يصد عني حتى لا أرى شاشة هاتفه أثناء كتابته، دفعتني هذه التصرفات أن أنظر بدون أن يشعر إلى هاتفه، فرأيت اسم فتاة، واجهته واعتذر، وقال إنها غلطة ولن تتكرر.
تكررت للمرة الثانية والثالثة، وفي كل مرة أواجهه ويتعذر بأنهن قريباته يردن منه خدمة، ويطول الموضوع للحديث والدردشات المطولة، ويتأسف، ويعدني أنه لن يكررها، وتكرر الأمر للمرة الرابعة، وفي هذه المرة لم أستطع مواجهته، وأدركت أن هذا الأمر طبع فيه ولا يستطيع تغييره.
أرجو نصيحتكم في كيفية التصرف الصحيح معه، وهل يجوز لي طلب الطلاق؟
علما بأنه لا يقصر معي في أمور حياتنا، ولكن لا أستطيع تحمل أن أراه تقريبا طيلة مكوثه في البيت على هاتفه المحمول.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - ابنتنا الفاضلة - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
ما يحدث من زوجك ليس بصحيح، ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ، فتعوذي بالله من الشيطان، وكوني ناصحة له، واجتهدي في التواصل معه والاشتراك معه في الأمور الأساسية، واجعلي حديثك معه ماتعا وجاذبا، واهتمي باهتماماته، وشاركيه في الأمور التي يهتم بها.
واعلمي أن هذا الذي يحدث منه لا يرقى لطلب الطلاق، طالما كان الزوج يقوم بأموره الأخرى على الوجه الأتم والأكمل، وإن كان ما يحدث خطأ فلا بد أن يأخذ الخطأ حجمه دون زيادة أو نقصان، وكوني مذكرة له بالله -تبارك وتعالى- ولا تقفي طويلا عند هذا الأمر، ولكن ابحثي عن العلاج، واعلمي أن قربك منه والاشتراك معه في همومه، وحسن التواصل معه؛ مما يبعده عن الأخريات، وإن كن من القريبات فإنه لا بد أن يفرق بين مساعدة الأقرباء وبين الزيادات من الكلام والدردشة والأمور التي لا تجوز، والتي يحضرها الشيطان.
ولذلك هناك جزء لا مانع منه أن يساعد الإنسان أقرباءه، ويساعد الآخرين، لكن ينبغي أن يكون كل ذلك في حدود المعقول، وألا تتعدى العلاقة - إذا اضطر إليها - حدودها لتصبح بعد ذلك دردشة وضحكا ونحو ذلك، وأنت تشكرين على غيرتك وعلى رفضك لهذا الذي يحدث، ولكن أرجو أن يكون همك العلاج والإصلاح والتصحيح، واستبشري بقول النبي (ﷺ): (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)، فكيف إذا كان الرجل هو الزوج؟!
والحمد لله طالما كان يعتذر ويجتهد في أن يخفي؛ هذا دليل على أن فيه شيئا من الخير، وأيضا دليل على أنه يعرف أن هذا الذي يحدث خطأ، بقي التذكير بالله -تبارك وتعالى- وإيجاد البدائل من الحديث الجميل بينك وبينه، كذلك – كما قلنا – إذا عرفت الهموم التي يتناقش فيها، والقضايا التي يتكلم فيها، فتكلمي معه في نفس الموضوعات، فإننا نكسب الإنسان عندما نناقشه في همومه وفي القضايا التي يحبها.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر لك الشكر على التواصل والاهتمام، ونسأل الله أن يهدي زوجك وسائر الأزواج لأحسن الأخلاق والأعمال، هو ولي ذلك والقادر عليه.