أعاني من اضطرابات في النوم ونوبات هلع

0 23

السؤال

السلام عليكم.

بدأ الأمر عندما أصبت بنوبة خوف وهلع، وكنت أحس نفسي أنني أموت، وانتهت وبعدها أصبت بخوف يأتي لي في الليل، وفي أي مكان أكون وحدي في البيت!

استمر لمدة أشهر ثم بدأ يهدأ، وبعد فترة بدأت تأتي لي أعراض أخرى أحس أني مشتت، وكثير التفكير، أهيم وأفكر كثيرا، وأحاول أن أضبط تفكيري، وبدأت أعاني من اضطرابات في النوم، حيث إني أنام وفجأة أصحو، مع إحساس بضيق شديد، وقلق وخوف، ولا أحس أني كنت نائما حيث أحس أن تفكيري لا زال متواصلا، وأني كنت سارحا في التفكير، وغير نائم، وأحاول أن أسيطر على نفسي دقائق ويذهب، وعندي نوبات هلع من فترة لأخرى، وإحساس غريب بالقلق والخوف والضيق أثناء القيام من النوم صباحا.

كما أحس بالكسل والخمول، وعدم الرغبة في الخروج من البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

قبل أربعة أشهر تقريبا أجاب الدكتور عبد العزيز أحمد عمر – استشاري الطب النفسي – على استشارتك والتي رقمها (2450969)، وقد أسدى لك نصائح وإرشادات مفيدة جدا، أرجو أن تكون قد أخذت بها، وأتمنى أن تكون قد طبقت من قاله لك: التمارين الاسترخائية، التجاهل، تناول الـ (إيميتربتالين)، هذه كلها علاجات مفيدة جدا لحالتك.

باختصار: الذي تعاني منه هو جزء من (قلق المخاوف الوسواسي) والذي يظهر في بعض الأحيان في شكل هرع، وفي أحيان أخرى في شكل مخاوف، وفي أوضاع أخرى يكون هنالك تفكير متداخل، وتشتت في التركيز، ومشاكل في النوم.

هذا هو قلق المخاوف الوسواسي، وأنت مطالب أن تتجاهل هذه النوبات، بمعنى أن تستبدلها بما هو مفيد لك في الحياة، تجتهد في دراستك، تتواصل اجتماعيا، تحسن إدارة وقتك، تحرص على عباداتك، تنام نوما ليليا مبكرا، وهذا سيساعد في تنظيم نومك تماما، بشرط أن تبتعد تماما عن النوم النهاري، وألا تتناول الميقظات بعد الساعة السادسة مساء، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تثبت وقت النوم، وسوف تستيقظ إن شاء الله وأنت في قمة النشاط، لتؤدي صلاة الفجر، وبعد الصلاة يكون تركيزك في أحسن ما يكون، في فترة البكور هذه يمكنك أن تدرس لمدة ساعة قبل أن تذهب إلى مرفقك الدراسي.

هذه من أفضل الوسائل النفسية والسلوكية التي تساعد الناس في تنظيم أوقاتهم والاستفادة منها، وأن يشعر الإنسان بالأمن والأمان.

أكثر من التواصل الاجتماعي، زيارة الأصدقاء، زيارة الأرحام، تقديم واجبات العزاء، والمشاركة في الأفراح، والصلاة مع الجماعة، وممارسة رياضة جماعية، هذا كله يصرف انتباهك تماما عن هذه المخاوف، وأؤيد تماما الدواء الذي وصفه لك الدكتور عبد العزيز أحمد عمر – جزاه الله خيرا – تناول الإميتربتالين بجرعة خمسة و عشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم اجعل الجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام ليلا، والإميتربتالين موجود في جرعة عشرة مليجرام، إن لم تجده في هذه الجرعة تناول نصف الحبة التي تحتوي على خمسة وعشرين مليجراما – أي تتناول 12,5 مليجرام ليلا لمدة شهر، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الإميتربتالين سليم جدا، وفي مثل عمرك إن شاء الله تعالى آثاره الجانبية قليلة، قد تشعر بجفاف بسيط في الفم، وبعض الزوغان البسيط في العينين في الأيام الأولى للعلاج، هذا قد يظهر وقد لا يظهر، وإن ظهر سوف يختفي إن شاء الله في فترة قصيرة جدا.

كما ذكر لك الأخ الدكتور عبد العزيز تمارين الاسترخاء تعتبر مهمة جدا، إن وجدت أخصائي نفسي ليدربك عليها فهذا أمر جيد، وإن لم تجد قطعا يمكنك أن تستفيد من البرامج حول الاسترخاء والموجودة على اليوتيوب، ويمكنك أيضا أن تطلع على استشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، وسوف تجد فيها شرحا مفصلا عن الخطوات التي يجب اتباعها عند ممارسة الاسترخاء بصورة صحيحة ومجدية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات