نوبات من الهلع بعد الشعور بالألم والبحث على الإنترنت، فبماذا تنصحونني؟

0 18

السؤال

السلام عليكم.

أنا متتبعة لهذا الموقع الرائع منذ 5 سنوات، والله إني استفدت منه كثيرا.
أصبت قبل شهرين بكسر في القدم، فذهبت إلى بيت أهلي مع ابنتي وعمرها 5 سنوات، الحمد لله ساعدوني أهلي كثيرا، مكثت عندهم شهرا كاملا حتى شفيت قدمي، بعد 20 يوما من الكسر شعرت بحرقان في بطني لمدة 3 ليالي، وإسهال مع ألم ونفخ، وخوف من الموت، وأرق كبير، وأحلام مزعجة ومخيفة جدا.

ذهبت إلى طبيبة عامة، وأعطتني الأدوية، وأخبرتني أنه قولونا عصبيا، أنا في دوامة الأطباء منذ ذلك الحين، وتعرضت أيضا 4 مرات إلى نوبات هلع كبيرة، وضيق في التنفس، وألم في الأطراف، وفقدان في التوازن، ودوخة، وفقدان في الشهية، أخبروني 3 أطباء بعد عمل التحاليل والأيكو على بطني كلها سليمة، وإنها نوبات هلع.

ذهبت إلى طبيبة مختصة نفسية عصبية، أخبرتني بالشيء ذاته، وأعطتني دواء (السيبرلكس)، شعرت بارتياح لبضعة أيام؛ لأنني كنت خائفة من مرض عضوي، ولم ترجع النوبة منذ شهر -والحمد لله-، لأنني لم أعد أخاف منها، ولكن الأسوأ أنني أعاني من أفكار بأنني مصابة بمرض خبيث في المعدة والأمعاء بعدما عانيت من اضطراب قوي في الجهاز الهضمي في فترة النوبات، فأنا لا أستطيع النوم والأكل، والاهتمام بابنتي وزوجي طوال اليوم، فأنا أبكي وحزينة، واسودت الحياة في عيني، فقدت الابتسامة، وكرهت بيتي، أحس بضعف عام، وفقدت 7 كلغ من وزني، من يراني يلاحظ اصفرار وجهي، وهذه الملاحظة بالذات تتعبني أكثر، فأجد نفسي أبحث في الإنترنت، فيشخصني قوقل بسرطان المعدة والأمعاء فأتعرض إلى انهيار وبكاء فيحاول زوجي التخفيف عني؛ لأنني أتعبته نفسيا أيضا، فبماذا تنصحوني؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختنا الفاضلة كل عام وأنتم في خير وعافية، أعاد الله عليكم شهر رمضان المبارك بالخير والبركات، وعليك -أختنا الفاضلة- أن تتركي جوجل مع نفسه، ولا تبحثي فيه عن الأمراض، ثم تطبقي وتسقطي ما قرأته على نفسك، حيث أن الخوف الطبيعي من الأمراض في تلك الحالة يتحول إلى خوف مرضي (phobia).

خصوصا وقد عانيت من نوبات هلع في الماضي القريب، ودواء (سيراليكس) رائع لأنه يساعد في ضبط مستوى هرمون سيروتونين الذي يضطرب مع نوبات الهلع، ومع مرض التوتر، والخوف المرضي، والجرعات المطلوبة هي قرص واحد 10 مج لمدة شهر، ثم قرص واحد جرعة 20 مج لعدة شهور تصل إلى 10 ثم قرص واحد جرعة 10 مج لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.

ومما يساعد في رفع نسبة هرمون سيروتونين بشكل طبيعي ممارسة رياضة المشي مدة ساعة على الأقل في الحدائق العامة والأماكن المفتوحة مع أسرتك الصغيرة، مع أهمية غذاء الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وصلة الرحم، وقراءة ورد من القرآن، والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهرا.

ولا يصح تناول الدواء فقط لمدة أسبوع أو حتى شهر لأن هذه المدة القصيرة لا تساعد في ضبط مستوى الهرمون المضطرب، وكثيرا ما يصاحب نوبات الهلع ومرض القلق والتوتر حالة من تقلص القولون العصبي، وما يصاحبه من الشعور بالإمتلاء، ونوبات من الإسهال والإمساك، والغازات، والشعور بالانتفاخ، وليس معنى ذلك الإصابة بسرطان القولون.

ومما يساعد في علاج القولون تناول كبسولات (بروبيوتيك probiotic) وهي عبارة عن بكتيريا نافعة ضرورية لسلامة القولون، وللتخلص من الانتفاخ والغازات كذلك يمكنك تناول ملعقة من مطحون بذور الكتان (flax seeds)، وملعقة من بذور الشيا (chia seeds)، بالإضافة إلى ملعقة من مسحوق الصمغ العربي (كل هذه الأشياء موجودة لدى العطارين)، وهذه المواد طبيعية وفعالة في علاج القولون وما يصاحبه من غازات وانتفاخ، وعسر الهضم.

والقولون عموما يحتاج إلى المزيد من تناول السوائل والألياف الطبيعية، من خلال تناول شوربة حبوب الشوفان والبرغل، مع الحاجة إلى تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط مع القليل من العسل، والليمون وأوراق النعناع، والريحان الطازجة، مع عدم الإكثار من شرب الشاي والقهوة؛ لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك.

مع أهمية الإكثار من شرب الماء، وتناول عصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات، أو حتى شربه على الريق صباحا مما يساعد في التخلص من الإمساك والانتفاخ والغازات.

ونؤكد دائما على أهمية أخذ حقنة فيتامين (D3) جرعة 300000 وحدة دولية أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين (D3)، الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص على تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج، وحبوب الكالسيوم 500 مج، وفيتامين (C) واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية وفي الصيدليات.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات