السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
باختصار: زوجي ومن ثاني يوم زواج يقمعني ويهينني، إذا قلت أي شيء يعارض ويفرض رأيه، ويسبني ويضربني ضربا مبرحا، ووصل به الأمر آخر مرة أن كسر أثاث المنزل، وقطع ثيابي بسكين، وكسر كل الكؤوس التي بالمنزل، وعندما أطبخ يأخذ الأكل ويرميه، وإن اشتريت أكلا لي يرميه في القمامة، وأشهد الله على ما أقول.
تحملته كثيرا، وبالأخير طلبت مساعدة أخيه، فقال: إنه نادم، ولكن لا يتراجع عن أفعاله أبدا، ويضرب أولادي ويصرخ بوجوههم، وعلى الرغم من أني في بلد أجنبي، وأستطيع أن آخذ حقي بالقانون، وأبعده عني وعن أولادي، لكني لم أستطع فعل هذا من أجل أولادي!
الآن الجميع - وحتى أهله - ينصحونني بأن أبتعد عنه، وأنا أريد أن أعرف حكم الشرع في هذا أولا حتى أتخذ قراري!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - بنتنا وأختنا - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يصرف عنه سيئ الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.
حقيقة الوضع المذكور من الصعوبة بمكان، لكننا أيضا لم نر إلا الجزء الأول من الحقيقة، وإلا فما هي إيجابيات هذا الزوج الذي جعلتك تصبرين معه، ويكون بينكما أطفال، وتحتملين هذا الوضع المذكور؟
كنا نتمنى أن نرى الصورة كاملة حتى نساعدك على الحكم الصحيح؛ فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره؛ ولذلك نوجه إليك المسألة مرة أخرى، وأرجو أن تأخذي ورقة وتكتبي فيها إيجابيات هذا الزوج، وورقة أخرى تكتبين فيها سلبيات هذا الزوج، ثم قارني بين إيجابياته وسلبياته، ثم انظري في الخيارات الجديدة المتاحة.
ينبغي أن يكون هناك أسئلة تطرحينها على نفسك، مثلا: ماذا يحدث لو بلغت الشرطة؟ ماذا يحدث لو انفصلت منه؟ كيف علاقاته بالأطفال؟ هل يا ترى سيواصل الاهتمام بهم أم سيهمل هؤلاء الصغار؟ إلى أي مدى علاقته بهؤلاء الصغار؟
القرار الصحيح - ابنتنا الفاضلة وأختنا الكريمة - يحتاج إلى نظرة شاملة، يحتاج إلى التأمل في عواقب الأمور ومآلاتها ونتائجها، يحتاج كذلك إلى النظر في الخيارات البديلة، فما هي البدائل المتاحة بالنسبة لك في حال خروجك من حياة هذا الزوج؟
عليه: لا مانع عندنا من تقديم مزيد من المساعدات إذا وصلتنا الصورة كاملة وبكافة جوانبها وأطرافها، حتى نستطيع أن نحكم ونساعدك على اتخاذ القرار الصحيح، ثم من حقنا ومن حقك أن تحاولي علاج هذا الزوج، وأن تعرفي سبب هذه التصرفات، فقد تكون الأسباب محدودة، والمرأة الذكية مثلك تعرف ما الأشياء التي تثير غضب الزوج وتجعله يتصرف مثل هذه التصرفات، فإذا تفادت أسباب المشكلات قلت المشكلات بحول وقوة رب الأرض والسماوات.
لا مانع عندنا من أن يكون لك تواصل معنا مرة أخرى بالموقع حتى نساعدك، وحتى تصلك بعض التوجيهات والنصائح المفيدة -بإذن الله- وسنسعد جدا إذا نجحت أيضا في أن يتواصل الزوج ويكتب ما عنده ويكتب ما في خاطره، حتى نضع معه ومعكم النقاط على الحروف.
هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ونعتقد أن شهر الصيام فرصة كبيرة للوقفات مع النفس، ومراجعة مسيرة الأسرة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.