أحببت فتاة وأردت التحدث معها بنية الزواج عبر الإنترنت.

0 47

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي سؤال: أنا أعرف فتاة منذ تقريبا 6 سنوات منذ أن كنا أطفالا، وحاليا نتكلم بشكل طبيعي عن الحياة وهمومها، وهي صديقتي الوحيدة، ملت لها قبل سنتين، أحببتها ولكن عن طريق السوشال ميديا، وتركتها، وبعدها رجعت إليها ولكن لم يكن هناك مشاعر حب قبل سنة.

هل يجوز لي أن أكلمها عن طريق رسائل الإنترنت؟ مع العلم أنني أشعر بأنها زوجتي في المستقبل، ووالدها يعرف أنني أكلمها وأهلي أيضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لك السعادة والآمال.

لا يخفى على أمثالك من أبنائنا الفضلاء أن الحديث مع فتاة أجنبية لا يجوز الاستمرار فيه، وإذا اضطر الإنسان أن يتكلم فينبغي أن يكون الكلام بمقدار وفق الضوابط الشرعية: أن يكون قليلا، وأن يكون في المعروف، وأن يكون لضرورة، وأن يكون بلا خضوع منها، أن يكون نوع الكلام أيضا من المعروف المقبول من الناحية الشرعية.

أما الاستمرار في التواصل والاستمرار في الكلام فإن هذا لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية إلا إذا تحولت هذه العلاقة وهذه المعرفة إلى خطبة رسمية، والطريق في ذلك أن تطلب من أهلك أن يكلموا أهلها، ثم بعد ذلك ننتقل إلى ما يسمى (الخطبة)، وحتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج معها وحدهم – يعني – ولا التوسع في الكلام.

لذلك أرجو أن تهتم بهذه النواحي الشرعية من أجل أن يبارك الله لكم في حياتكم المستقبلية، واعلم أن أي زيادة في الكلام أو تجاوز في العلاقة في هذه المرحلة هي خصم على سعادتكم المستقبلية. إذا كانت الفتاة صاحبة أخلاق وأسرتها معروفة بالنسبة لأسرتك فلا مانع من أن يكون الحديث بين الأسر، ثم بعد ذلك تتوقفوا عن الكلام، وتتهيؤوا، فإذا تهيأتم لمرحلة الزواج عند ذلك تطرق باب أهلها ثم تتقدم لتكون العلاقة الشرعية التي سيبارك الله تبارك وتعالى لكم فيها إذا حرصتم على طاعة الله، وعلى أن تؤسسوا حياتكم على ما يرضي الله.

نحن دائما ننصح الشباب من أبنائنا الذكور أن يكون لهم أصدقاء من الصالحين، ونجشع بناتنا أن يتخذن الصديقات من الصالحات، والإنسان يحتاج إلى من يعينه على الخير.

إذا كان الكلام بينكم ولله الحمد كلام نظيف فإن النهايات غير مأمونة، فكثيرا ما يبدأ الناس بكلام جميل، ثم يحدث بعد ذلك الانجراف والانحراف، لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونكرر: الاهتمام برعاية الضوابط الشرعية في هذه العلاقات – يعني بين الذكور وبين الإناث – فكل من يجوز لك الزواج منها لا يجوز التواصل معها، لأنها تعتبر أجنبية، والتواصل المطلوب يكون له غطاء شرعي، بأن تبدأ فتطرق باب أهلها، ثم بعد ذلك لك أن تكلمها، ولك أن تقابلها في حضور أهلها، ولك أن تناقشها، ولك أن تنصح لها، ولكم أن تخططوا لحياتكم المستقبلية في الوقت المناسب.

أما الآن فلا ننصح بالاستمرار في هذه المحادثات، لأنها ستكون خصما على سعادتكم المستقبلية، وخصم على عبادتكم لرب البرية، وخصم أيضا على مستواكم العلمي والدراسي.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات