الشخصية الحساسة والخوف من المرض/ استخدام عقار (اليوروكس) لعلاج الاكتئاب المصحوب بالكسل والخمول

0 432

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
عندي سؤالان:
السؤال الأول:
منذ سنة أصبت وفجأة بحالة غريبة مثل أعراض الإنفلونزا، وأصبحت طريح الفراش، خوف وقلق وتوتر وتوهم بالأمراض وخوف منها، أيضا أصبحت أتنقل من طبيب إلى طبيب، لدرجة أني كشفت عند عدة أطباء بشكل مبالغ، لا أدري ما الذي حصل، ومن بعدها أصبحت تأتيني لحظات أشعر فيها أني سأموت، وأشعر بإحساس غريب، سنة كاملة وأنا لا أقبل أي علاج، وأصبحت منطويا بمفردي، أخاف من الخروج، وأخاف من الأمراض خاصة مرض القلق فإنه يحدث لي باستمرار، خفقان وضربات قلب قوية وأرق، وأصبحت منعزلا ولا أريد التكلم مع أي أحد، أفكر في حالي، لا أخفيك سرا أن هذه الحالة –أي الخفقان- تأتيني وأنا نائم وأقاوم، وأتوقع أني سأموت، وأحزن فترة ثم أرجع إلى حالتي، وأما نبض ودقات قلبي فهي دائما متكررة فهي في كل وقت، أيضا الشعور بالإرهاق والتعب من أقل مجهود أبذله، حتى لو صعدت دورا واحدا في بيتنا.
وبعد أن شرحت لكم حالتي أرجو منكم مساعدتي وتوجيهي .

السؤال الثاني:
هل علاج أوروريكس ينفع في حالتي؛ حيث عجز الأطباء عن إقناعي بأخذ علاج السيروكسات والزينكس، وأن أتحمل وأصبر، ولكن دون فائدة وهذا الأمر منذ سنة تقريبا، وهل الخفقان وضربات القلب التي قد تصل فوق 60 نبضة خطيرة على حياتي؟ أرجوك وجهني، فلقد كشفت عند أكثر من 40 طبيبا، ولم يقولوا لي شيئا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ القيصر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا على سؤالك.

بالنسبة للسؤال الأول:

أعراض ما يعرف بالمراء المرضي أو الخوف من الأمراض تحدث للأشخاص الحساسين، وكذلك الذين يعانون من الاكتئاب النفسي، وفي مثل هذه الحالات قد لا يظهر الاكتئاب في شكل آلام نفسية وسوداوية في التفكير والمزاج؛ إنما يظهر في صورة أعراض جسدية متخلفة.

الحالة التي تعاني منها يمكن أن نقول أنها حالة اكتئابية وبجانب الاكتئاب حدث لك بعض نوبات الرهاب وهو الذي يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب، والخوف من الموت والشعور بدنوا الأجل أو بقربه، كما أن الاكتئاب يفقد الإنسان الطاقات الجسدية والنفسية مما يجعله كثير التعب وسريع الشعور بالإرهاق.
لابد يا أخي أن تفكر بصورة إيجابية وتحاول أن تعيش الحياة بكل جمالها، وأن تحاول أن تستبدل كل الأفكار والمواقف السلبية بما يقابلها من أفكار إيجابية.

يعتقد وبصورة قوية أن بعض الاضطرابات الكيميائية في الدماغ هي التي تؤدي إلى مثل الحالة التي وصفتها، والمادة التي دارت حولها الأبحاث في هذا السياق تعرف باسم سيروتونين ومن هنا أصبح للأدوية الحديثة دورا فاعلا في علاج هذه الحالات، وعليه أود أن أنصحك بتناول دواء يعرف باسم سيبرالكس Cipralex وجرعته هي نصف حبة (5 ملج) لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة (10 ملج) لمدة شهرين، وإذا لم تحس بتحسن يمكن أن تجعلها حبة ونصف وتستمر على هذا المنوال لمدة ستة أشهر، ثم يمكن أن تخفض الجرعة بعد ذلك بواقع (5 ملج) كل أسبوعين.
وإذا لم تجد هذا الدواء هناك علاج آخر يمكن استخدامه ويعرف باسم زيروكسات وتبدأ جرعته بـ 10 ملج ليلا ( نصف حبة ) لمدة شهر ثم يمكن أن ترفعها إلى حبة كاملة لمدة شهرين آخرين وإذا لم يحدث تقدم حقيقي في صحتك النفسية يمكن أن ترفعها إلى حبتين لمدة أربعة أشهر ثم تبدأ بعد ذلك في تخفيض الجرعة بواقع نصف حبة كل أسبوعين.

أود أن أضيف أيضا أن الرياضة المتدرجة (أي التي تبدأ بالتدرج) ثم ترفع معدلها، وجد أنها مفيدة جدا في مثل هذه الحالات.
كما أود أن أنصحك أن لا تترد بكثرة على الأطباء، ويمكن فقط إجراء فحص عام مرة كل ستة أشهر.

ربما تحتاج أيضا للتأكد من نشاط الغدة الدرقية، ويمكن التأكد من ذلك بإجراء فحص بسيط في إحدى المختبرات الطبية حيث أن اضطرابات الغدة الدرقية ربما تؤدي في بعض الحالات إلى تسارع في ضربات القلب وعدم استواء الصحة النفسية.

========

أما سؤالك الثاني:
أولا : يعتبر اليروركس من الأدوية الممتازة والفعالة لعلاج الاكتئاب المصاحب بأعراض الكسل وفقدان الطاقات الجسدية كما أنه علاج ممتاز لعلاج المخاوف الاجتماعية فقط من الضروري أن لا تقل الجرعة عن 450 – 600 ملج في اليوم وأن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر.

الشيء الآخر الذي أود أن أنبهك إليه أنه لا يمكنك أن تأخذ اليوروكس والزوبركسات في نفس الوقت حيث أن هناك تفاعل كيميائي سلبي قد يحدث في الجسم.
مادمت على اليوروكس فلا داعي إذن لتناول الزوبركسات وإذا حدث لا قدر الله عدم استفادة من علاج اليوروكس بعد المدة الكافية للعلاج يمكن بعد ذلك أن تنتقل لتناول الزيروكسات.
والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات