أتخيل أن الشخص الذي أمامي يضربني أو أضربه.. ما سبب ذلك؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

دائما يأتيني شعور بالغضب الشديد، عندي شعور يراودني أني أريد أن أصرخ وأحطم كل شيء في البيت وفي أي مكان.

عندي أحاسيس غريبة تراودني مثلا أني أقوم بضرب الشخص الذي أمامي أو العكس أتخيل أن الشخص الذي أمامي يقوم بضربي وأتخيل المنظر أيضا.

في الحقيقة كنت أقول هذا من الشيطان، لكن ونحن في رمضان والتخيلات والأحاسيس ما زالت تراودني، فما الحل؟ وما سبب كل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Gehad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك: تقبل الله طاعاتكم في هذه الأيام الطيبة، وكل عام وأنتم بخير.

أخي الفاضل: الشعور بالغضب الشديد دليل على وجود احتقانات نفسية سلبية، وأيضا الغضب قد يكون سمة من سمات الشخصية، أي أن الإنسان لديه هذه الصفة أصلا كجزء من المكون النفسي لشخصيته، لكن الإنسان يستطيع أن يتخلص من الغضب أو يستطيع أن يدير غضبه بصورة صحيحة.

فالغضب مطلوب كطاقة إنسانية، لكن الإنسان يجب ألا يتصرف تصرفا طائشا مدفوعا بالقلق، جميع الناس يغضبون في بعض المواقف ولبعض الأشياء، لكن الشخص الكيس هو الذي يتحكم في نفسه ومشاعره، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغضب حين تنتهك حرمات الله تعالى، كان يغضب لذلك. فالغضب طاقة مطلوبة، لكن يجب ألا تكون طائشة، يجب أن تكون انفعالية.

وعلاج الغضب المحتقن أو الطائش يكون من خلال التعبير عن النفس، أن يتجنب الإنسان الكتمان، الإنسان قد يسمع أشياء لا ترضيه من هنا وهناك ويكتمها ولا يتفاعل معها تفاعلا لحظيا، فالإنسان يجب أن يكون محاورا، يجب أن يتحدث عن مشاعره، وأن يفتح لنفسه محابسها، وذلك من خلال التعبير أولا بأول، ويجب أن نعبر طبعا بذوق وأدب، هذا أمر مطلوب.

ودائما الإنسان الذي ينتابه الغضب كثيرا عليه أن يتذكر أنه يجب أن يتعامل مع الناس كما يحب أن يعاملوه، بمعنى أنك إذا انفعلت في وجه شخص؛ هذا الشخص قطعا سوف يتأثر سلبا، وإن حدث لك هذا فأنت لن تقبله، فلماذا تقبله للآخرين ... وهكذا.

الأمر الآخر: يجب أن تطبق ما ورد في السنة النبوية المطهرة، حين تغضب وفي اللحظات الأولى أو بدايات الغضب يجب أن تغير وضعك، إذا كنت جالسا يندب لك أن تقف أو يندب لك أن تضطجع، يندب لك أن تتفل على شقك الأيسر ثلاثا، يندب لك أن تستغفر، ... هذه كلها – أخي الكريم – وجد أنها مفيدة ومفيدة جدا، فأرجو أن تقوم بهذه التطبيقات.

الأمر الآخر هو: يجب أن تمارس الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية، وأنا أقول لك أن أعراضك الأخرى التي تحدثت عنها هي أعراض أيضا قلقية ووسواسية، تخيلك بأن الشخص الذي أمامك سيقوم بضربك، هذا وسواس مرتبط أيضا بالتوترات الداخلية.

فإذا أنت محتاج للتواصل الاجتماعي الإيجابي، محتاج أن تمارس رياضة جماعية، ويا حبذا أيضا لو انضممت لأحد مراكز تدارس القرآن الكريم مثلا، سوف تجد فيها خيرا كثيرا جدا؛ لأن التفاعل الاجتماعي مطلوب، وتلاوة القرآن ودراسته مع الآخرين تعطي النفس راحة كبيرة.

يجب أن تحقر الأفكار التي ذكرتها، ويجب أيضا أن تجتهد حقيقة في ممارسة الرياضة، مهمة جدا بالنسبة لك، والتواصل الاجتماعي، وأن ترفه عن نفسك، وأن تكون بارا بوالديك.

وأنا حقيقة كنت أود أن أصف لك دواء، لكنك لم تذكر عمرك، عموما سوف أذكر الدواء، وإذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما فيمكنك أن تتناوله، حيث إنه دواء بسيط جدا وسليم، ومضاد للقلق وللتوترات، الدواء يسمى تجاريا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد)، تتناوله بجرعة كبسولة واحدة يوميا في المساء، وقوة الكبسولة خمسين مليجراما، تتناولها لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة مساء لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات