السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أول الأمر أريد شكركم على هذا الموقع الجميل والذي فيه خير للناس وفيه الصلاح، وأشكركم على سعة صدركم والاستماع للمشاكل ومحاولتكم مساعدة الناس وهم في أشد الحاجة للمساعدة.
أثابكم الله وجزاكم خيرا، وأشكركم على مساعدتي في كثير من المواضيع، وبفضل الله ومساعدتكم تغيرت أشياء كثيرة إلى الأحسن والحمد لله، ومن الأشياء التي تعلمتها من خلالكم هو زيادة حبي لله والقران والنبي صلى الله عليه وسلم.
أريد إفادة الإسلام ومساعدة الناس، فما هي الأشياء التي أقوم بها؟ وما هو العمل الذي أعمله لمساعدة الناس؟ وأريد طريقة لإقناع أهلي بالسماح لي بالقيام بهذه الأعمال ومساعدة الناس.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ مسلمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد.
بشرى لمن تستمع القول وتقرأ الكلام فتتبع أحسنه، وكم نحن سعداء بمن زارت موقعنا وتعلمت منه حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب القرآن، وهذا عنوان خير وفلاح، نسأل الله أن يثبتنا جميعا عليه، وأن يعمر حياتنا بالإيمان والذكر للرحمن وبكثرة الصلاة والسلام على المبعوث من عدنان.
وإنه لشرف لنا أن نكون في خدمة أبنائنا وبناتنا الذين نعقد عليهم – بعد الله – الآمال من أجل غد مشرق لأمتنا، ومن أجل جولة جديدة لقيم الوحي وحضارة القيم.
قد أحسنت برغتبك في نقل الخير لمن حولك، وهكذا ينبغي أن تكون فتاة الإسلام صالحة في نفسها مصلحة لغيرها، وخير الناس أنفعهم للناس، ولأن يهدي الله على يديك امرأة واحدة خير لك من الدنيا وما فيها، ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا.
أرجو أن تكون البداية باللجوء إلى الله والتمسك بشرعه، فإننا نؤثر بأفعالنا قبل أقوالنا، فكوني دعاية لإسلامك بأخلاقك وأدبك واحترامك لوالديك ولمن هو أكبر منك، ثم بتمسكك بحجابك وحرصك على طهرك وحيائك، واتخذي لدعوتك الوسائل المشروعة، وأخلصي في قولك وفعلك فإن الله يبارك في أعمال المخلصين وأقوالهم، وما يخرج من القلب يصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.
ليس هناك عمل نقدمه للناس أعظم من دعوتهم إلى التمسك بحبل الله والسير على صراطه المستقيم، فإن في ذلك صلاح الدنيا وفلاح الآخرة، والمرأة تدعو إلى الله في بيتها وبين صديقاتها ومع طالباتها وجاراتها، ولو أصلح كل واحد منا من حوله لصلح الناس، وحبذا لو بدأ الإنسان بأرحامه وأقربائه؛ لأن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وأنذر عشيرتك الأقربين)[الشعراء:214].
أرجو أن تحرصي على كسب حب أهلك وثقتهم حتى لا يقفوا في طريق دعوتك للخير، مع ضرورة زيادة البر لوالديك والقيام بواجباتك المنزلية والصبر والاحتمال لأن طريق الدعوة فيه كثير من الصعاب.
قال تعالى في وصايا لقمان: (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور)[لقمان:17].
كما أرجو أن تقدري خوفهم عليك وحرصهم على ما يحفظك، وأكثري من التوجه إلى من قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف شاء.
حتى تنجحي في مهمتك العظيمة نوصيك بما يلي:
1- تقوى الله وكثرة اللجوء إليه.
2- اختيار الأوقات الفاضلة وانتقاء الكلمات الجميلة عند تعاملك مع الناس مع الحرص على الإحسان إليهم، فإن الناس جبلوا على حب من يحسن إليهم.
3- الإخلاص في القول والعمل؛ فإنه خير عون على الاستمرار، وقد أحسن من قال: "ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع".
4- كوني في حاجة الضعفاء ليكون الله في حاجتك واحرصي على تخفيف الآلام والمشاركة في الأفراح والأحزان.
5- تدرجي في نصحك وإصلاحك، واجعلي الخطوة الأولى لتعميق الإيمان وحفظ القرآن وتعليم العلم الذي لا يعفى منه إنسان.
والله الموفق.