السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أختي الكبرى تقدم لها شاب على قدر عال من الأخلاق والتفهم، يندر وجود مثله في هذا الزمن، محافظ على الفرائض من صلاة وصوم، وتتحدث هي وهذا الشاب بشكل دائم، لكن ليس كلاما غير لائق، رغم أني أنكر هذا، لكن لا جدوى من ذلك، حسبما أرى فهي لن تنتهي فهو يقطن في مدينة أخرى، وقد جمعت بينهما ظروف الدراسة، وفي ظرف سنة إن شاء الله سيأتي ليعقد عليها.
المهم أني لقربي الشديد من أختي كانت تحدثني عن هذا الشاب كثيرا، والتقيت به عدت مرات عندما زرت أختي في تلك المدينة التي كانت تدرس بها، حيث كانت تجتمع به لأمور الدراسة، وكنت أرافقها، المهم أني في هذه الاجتماعات كنت أسمعهما يتحدثان عن صديق حميم لخاطب أختي ولا يذكرونه إلا بالخير، وسمعت الكثير عن أخلاقه وغيرته من أختي، وأنه على قدر عال من الخلق والحياء، وعندما التقت به عاملها باحترام شديد، وغض بصره عنها، وسمعت أيضا عن اشتراكات كثيرة بيننا: كحب التنظيم، وتقارب في الاهتمامات كحب الرياضة والشعر الحسن، ووجدت في نفسي انجذابا تجاه هذا الشاب الذي لا أعرفه، ورأيته مرة واحدة، ولم أكلمه قط، ويكبرني ب 12 سنة، وتأكد هذا الانجذاب لما علمت أنه يبحث عن زوجة، وأختي تريد أن تعرض الأمر على صديقاتها، فرأيت انقباضا في نفسي ولم أرض هذا الأمر، وأريد أن أخبر أختي عن هذا الانجذاب.
أصبت في هذه السنة بوسواس شديد في كثير من أمور الدين، وقد بدأت بأخذ دواء فلوكسيفرال، مع العلم أن لدي رغبة كبيرة في الأمومة والزواج، لكني أخاف التسرع في مثل حالتي النفسية، كما أخاف تضييع الفرصة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الخير والاهتمام بأمر أختك، ونسأل الله أن يقدر لها وللشاب المذكور الخير، وأن يجمع بينهما على الخير، وأن يعينهم على طاعة الله والتقيد بأحكام هذا الشرع في كل صغير وكبير، فإن هذا سبب للبركة والخير والتوفيق، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته.
وأرجو أيضا أن تبلغي النصيحة لشقيقتك، وأن تبيني لها ضرورة أن يستعجلوا في تحويل هذه العلاقة إلى علاقة شرعية رسمية، وكذلك أيضا لا مانع من أن تعرضي عليها فكرة الشاب الآخر الذي هو صديق للشاب الذي يريد أن يتقدم لها، فلا مانع من أن تطلبي منها أن تطالب ذلك الصديق، أو تطلب عن طريق من يريد أن يخطبها من ذلك الرجل أن يتقدم لك، بأن تعرضي عليه، خاصة وقد رآك مرة ورأيته.
لذلك المسألة ليس فيها إشكال من الناحية الشرعية، وحقيقة ربما أختك تجاوزتك لأخريات لأجل فارق العمر المذكور، لكن إذا علمت منك الرضا والقبول فهي ستبادر بلا شك، ويمكن أن تطرحي لها الفكرة وكأنك تمزحين معها (لماذا لا تعرضيني عليه؟ لماذا لا تجعليه بدل الأخريات يرتبط بي) أو نحو ذلك من الكلام، ومعلوم أن الكلفة مرفوعة بين الأخوات في مثل هذه الأمور، وليس في ذلك حرج أو عيب من الناحية الشرعية.
أما بالنسبة لمرض الوسواس: فنسأل الله أن يعينك على الخروج منه، ونبين لك أن هذا الوسواس إن كان في أمور العقيدة فالإنسان يقول: (آمنت بالله)، ويتعوذ بالله من الشيطان، ثم ينتهي، ويحمد الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة.
أما إذا كانت الوسوسة في الطهارة أو في الصلاة أو نحوها فالعلاج يكون بالإهمال لتلك الوساوس، ثم الانصراف لما يرضي الله تبارك وتعالى.
وحقيقة سيكون في الزواج – إن شاء الله – لو تم أو الارتباط أيضا نوع من العلاج والتخفيف من هذه الضغوط، ونسأل الله أن يقدر لك الخير في صحتك، وأن يقدر لك الخير في حياتك، ونكرر الترحيب بك وبشقيقتك في الموقع، وشكرا لكم.