السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 24 سنة، متزوجة، وعندي طفلان ومنذ حوالي شهر تقريبا، أصبحت أقلق بشكل مستمر، وأتوتر وأخاف من دون سبب، ويأتيني شعور يرافقني 24 ساعة، ثم أصبحت أشعر بشيء عالق في حلقي، ثم أصبحت أخاف من كل شيء حتى آكل وأختنق، وأصبحت أتجنب الأكل الصلب.
ذهبت إلى الطبيب العام وقمت بالعديد من الفحوصات، فتبين أني أعاني من نقص حاد في فيتامين دال، ووصف لي الطبيب الجرعة المناسبة، لكن مشاعر الخوف والقلق مستمرة، لدرجة أني أصبحت أشعر بنبضات قلبي سريعة، وسرعة في النفس، وشعور بأن شيئا ما سوف يحدث، فعدت إلى الطبيب فوصف لي دواء بورزاك حبة قبل النوم، ولكن بعدها أصبحت أشعر بغثيان مستمر، وتطورت الأمور إلى أن أتقيأ أغلب الأوقات فأوقفت الدواء، ولكن القيء مستمر، فهل يمكن أن يكون بسبب التوتر؟ مع العلم أني أعاني من قلة النوم، وعدم القدرة عليه، ومن أفكار سلبية غريبة تزيد مخاوفي، وكنت أشعر بضيق بالنفس مع سرعان خفقان القلب، فما هي حالتي وما الحل؟ مع العلم لم أستعمل دواء البروزاك كثيرا، فقط أربعة أيام.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، حالتك -إن شاء الله- بسيطة، لديك درجة بسيطة إلى متوسطة من (قلق المخاوف) وقلق المخاوف بالفعل بجانب الأعراض النفسية قد تظهر معه أعراض جسدية، ناتجة من التوترات التي تحدث في العضلات، فمثلا خوفك من أن هنالك شيء عالق في الحلق، هذا ناتج من انقباض عضلات المريء، لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، وكثير من العضلات تتأثر، ومنها عضلات المريء.
إذا التفسير واضح جدا لحالتك، وكل الذي أرجوه منك هو أن تأكلي الطعام العادي، لن تختنقي أبدا، وعليك أن تفكري إيجابيا: حياتك طيبة، لديك الزوج، لديك الذرية، نظمي نومك، تجنبي نوم النهار، وتجنبي السهر، واحرصي على النوم الليلي المبكر، واحرصي على صلواتك في وقتها، ولابد أن يكون لديك أيضا ورد قرآني يومي، واحرصي على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم والاستيقاظ، وكل الأذكار الموظفة في اليوم والليلة، هذه كلها ضرورية في حياتنا.
سيكون أيضا من الجيد أن تحاولي تمارسي رياضة المشي، وكذلك تمارين الاسترخاء، هي تمارين جيدة جدا، توجد برامج على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فيمكنك الاستفادة من أحد هذه التمارين، وأسأل الله أن ينفعك بذلك.
أما بالنسبة للأدوية: فالـ (بروزاك Prozac) دواء جيد، لكن أتفق معك أنه ربما يؤدي إلى اضطرابات بسيطة في الجهاز الهضمي في الأيام الأولى. أوقفي البروزاك، أو لا تبدئي في تناوله مرة أخرى، أفضل دواء يفيدك هو العقار الذي يسمى (اسيتالوبرام Escitalopram) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا (سيبرالكس Cipralex )، وربما تجدينه تحت مسميات تجارية أخرى في فلسطين.
السيبرالكس تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة – تناوليها يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول السيبرالكس. دواء لا يسبب الإدمان، ولا يسبب التعود، وليس له أي أضرار على الهرمونات النسائية.
أريدك أيضا أن تتناولي دواء آخر يسمى تجاريا (إندرال Inderal)، هذا الدواء ينتمي لمجموعة من الأدوية تسمى (كوابح البيتا Beta blockers)، ويسمى علميا (بروبرانولول Propranolol)، دواء متميز جدا في التحكم في ضربات القلب بالنسبة للأشخاص الذين يحسون بتسارع في ضربات القلب أو خفقانه. الجرعة هي عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناوله.
بالنسبة للنوم: هنالك دواء بسيط جدا يسمى (بروميثازينPromethazine ) يمكن أن تتناوليه بجرعة عشرة إلى عشرين مليجراما ليلا لمدة أسبوع مثلا، ثم بعد ذلك تتوقفي عن تناوله.
إذا هذه هي الإرشادات التي أرجو أن تتبعيها، ووصفنا لك الأدوية، والدواء الرئيسي هو السيبرالكس، ومدة العلاج قصيرة جدا، وكذلك الجرعة صغيرة، أسأل الله أن ينفعك به، أما الدوائين الآخرين فهما مجرد إضافات بسيطة.
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله لك العافية، واطمئني أن حالتك بسيطة جدا -إن شاء الله- وسوف تزول عنك وتكتمل صحتك بحول الله وقوته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.