السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا على إطالة الرسالة
أنا متزوجة وعندي طفل، أعاني من نقص ثقتي بنفسي كثيرا، وعندي شعور دائم بالعجز، وأعاني من سرعة التشتت.
لا أغير في حياتي للأفضل، أشعر بفشلي وعجزي في حياتي الزوجية دائما، أعاني من المشاكل مع زوجي، هو إنسان حساس وعالي الفهم والتركيز والتدقيق، يحب تنظيم حياته ويكره العشوائية، أما أنا فقليلة المشاعر، وتفاعلي مع المواقف ضعيف، تركيزي ضعيف، وأعاني من التشتت مع الفوضوية في الحياة وقلة الإنجاز.
أشعر بالتوهان وكأني مغيبة عن الواقع، لا أشعر بالسلبية وعدم تحمل المسؤولية، زوجي يشكو من قلة مشاركتي ودعمي له، رغم أني أود ذلك لكني لا أستطيع ولا أعرف.
حينما يروي لي مشكلة لا أعرف كيف أساعده، حتى وإن تكلمت معه يكون كلامي ضعيفا، لأنه يخرج مني بضعف وعدم إيمان بفاعليته، وخاصة أن زوجي يجيد النصح والتوجيه، فأحتقر نفسي وأشعر بالنقص أمامه.
دائما أعيش في حالة توتر وخوف وقلق من أن أغضبه؛ لأن أفعالي وردودي كثيرا ما تضايقه، وأكاد أكون سببا لكل مشاكلنا الزوجية، أضف لذلك أنه حساس ويدقق في الأمور، ألوم نفسي لكن في نفس الوقت أعيش دور الضحية، كلما حاولت أن أحسن من نفسي بالقراءة أو الاستماع يراودني إحساس شديد بأني لن أتغير، وكل ما أفعله بدون فائدة.
وأشعر بأني لا أستطيع أن أستفيد مما أقرأ ولا أسمع، وهكذا في كل أمر في حياتي، أحاول أن أتحسن فيه يراودني هذا الاعتقاد، وأشعر بالعجز عن علاجه، يعني لا أعرف من أين أبدأ، أو ماذا أقرأ أو أسمع، أو من أسأل؟ بالمصري نقول - باضرب لخمة - ولا أعرف كيف أتصرف.
شكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك بنتنا الفاضلة في الموقع، ونسأل الله أن يسعدك مع زوجك، وأن يحسن إنبات هذا الطفل، وأن يعيذه وذريته من الشيطان الرجيم، وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
سعدنا جدا بهذا الشعور تجاه الزوج، والشعور بالإشكال هو حقيقة البداية الصحيحة للتصحيح، ونرفض الظن أو الاعتقاد أنك لا يمكن أن تتغيري، فإن هذا أمر بيد الله تبارك وتعالى، وعليك أن تبذلي الأسباب، واطلبي مساعدة زوجك، واحمدي الله الذي رزقك بزوج متفهم، يريد أن يتعاون معك، وتعاونيه.
واجتهدي دائما في التخطيط لحياتك، واطلبي مساعدة الزوج، وحاولي أيضا عمل جدول يومي للأعمال التي تريدي أن تقومي بها، وإذا جاءك هذا الإحباط أنك لن تنجحي فتعوذي بالله من الشيطان، بل تعوذي بالله كما أمر النبي من العجز والكسل، فالعجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ.
والتي كتبت هذه الاستشارة بهذه الأسطر وبهذه الكلمات؛ هذا كله دليل على أنك قادرة على التغيير، وعلى أنك تستوعبي الأمور، وعلى أنك يمكن أن تطوري نفسك وتطوري ما عندك من المهارات.
أما بالنسبة للقراءة: فطالما كان الزوج متفهم وعالي التركيز والتدقيق ويحسن عرض المسائل، فأرجو أن تطلبي منه المساعدة، وأن تطلبي منه التوجيه، وأن تحددي معه الكتب التي تقرأ لتناقشوها سويا، وحاولي دائما أن تشجعي نفسك، إذا كان إنجازا صغيرا تظهري الفرح به وتشكري الله، ثم يأتيك بعد ذلك المزيد من الله تبارك وتعالى.
طبعا كتب تنمية النفس والتنمية بالنسبة للإنسان وتنمية القدرات كلها موجودة، لكن أهم من يعينك على ذلك هو هذا الزوج الناجح الذي أرجو أن تطلبي منه المساعدة في تواضع، ولن يبخل، لأنه لا يملك أغلى منك ومن هذا الطفل الذي بينكم، ونسأل الله أن يحقق لكم السعادة والطمأنينة.
واحرصي دائما على المحافظة على الصلوات، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة الرقية الشرعية، ومصاحبة ومصادقة الصالحات، وتقنين استخدام الجوال حتى لا يأخذ منك الوقت، وتنظيم أوقات النوم، ويفضل أن تكون أوقات النوم والصحو منسجمة مع أوقات الزوج، حتى إذا ذهب للعمل قمت لترتبي منزلك وتضبطي الأمور وتتهيئي لاستقباله، لأن هذا من المهم جدا، فإذا جاء بعد ذلك حان وقت النوم تناموا جميعا ثم تستيقظوا، بهذه الطريقة ستعاني - بإذن الله تبارك وتعالى - على حسن الترتيب، لأنك ستستفيدي من الفترات التي يغيب فيها الزوج في إنجاز كثير من الأعمال والمهام.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.