السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا طالب هندسة في جامعة خاصة في إحدى الدول العربية، مشكلتي هي أن دكاترة قسمي لا يعطون الحق في شرح المادة أبدا، بل لا يعطون أقل من ربع حقها مقابل المال الضخم الذي أدفعه لهم كل فصل، وهذا الأمر يقهرني جدا، فلا تستغربوا إن قلت لكم إنني أقضي 13 ساعة في محاولة فهم درسين فقط.
فأنا جهدي مضاعف لكي أفهم المادة، والعلامات متدنية للجميع، الجميع يعاني من نفس المشكلة، لكنهم يخافون الشكوى على الدكتور الذي يأكل مال الحرام، فما الحل برأيكم؟ فقد تعبت جسديا وماديا وعقليا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونحيي هذا السؤال الذي يدل على رغبة في الخير وحرص على الطلب وهمة عالية، نسأل الله أن يرزقك وزملاءك العلم النافع والعمل الصالح، وأن ينفع بكم بلاده والعباد، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا شك أن المدرس الذي يأخذ حقه ولا يعطي الحق ولا يقوم بواجباته، خائن لمهنته، ويأكل سحتا وحراما والعياذ بالله، ويؤسفنا أن نقول: هناك من يمكن أن ينتقم من طلابه إذا حاولوا أن يتكلموا، وعليه أرجو أن تسلكوا جميعا السبل المناسبة لإيصال الرسالة للإدارات التعليمية حتى تقوم بدورها، وهي أيضا مسؤولة أمام الله تبارك وتعالى.
وأيضا نوصيك بالاستمرار في هذا الجد، فقد أسعدنا أنك تقضي ساعات طويلة من أجل أن تفهم، أسأل الله أن يبارك فيك، وأرجو أن تتعاونوا فيما بينكم، وتتبادلوا المعلومات وتستفيدوا ممن سبقوكم في دراسة المادة، وتتخذوا الوسائل المناسبة.
ولا أرى مانعا من إيصال رسالة حتى ولو كانت مجهولة المصدر لإدارة الجامعة بما يحدث، تذكيرا لهم بالله تبارك وتعالى، حتى يقوموا بواجبهم في المتابعة، ويكلفوا الدكاترة بحسن الشرح للمواد التي يأخذ في مقابلها أموالا.
ولذلك نحن لا نؤيد السكوت، لكن أيضا لا نؤيد القرار المتهور الذي يمكن أن يعود بالضرر على فلان أو فلان، فلو أن جميع الطلاب اتفقوا فيما بينهم واتخذوا وسيلة مناسبة ورفع خطاب يمثلهم جميعا، يطالبون فيه بمزيد من الشرح والتوضيح للمواد الدراسية وعرض معاناتهم، فأرجو أن يكون في ذلك الخير، لأن المدرس لن يستطيع أن يرسب الجميع، لأن هذا سيكون واضحا، ولكن لو أنه تبنى المشكلة بعض الطلاب فإن الضرر يمكن أن يلحق بهم.
وعليه أرجو أن تستمروا في التشاور فيما بينكم، ومن المهم أكثر أن تستمر في مضاعفة وقت المذاكرة من أجل تحقيق النجاح، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.