أعاني من قلق عام وأعراض جسدية، ما الحل؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أرسلت لكم عدة مرات بسبب عدم وجود رابط تفعيل في الإيميل.

استشارتي الحالية هي قلق وخوف من فقدان السيطرة، والجنون وتوقع حصول كوارث، والتفكير في الحلول لها، وأفكار غير عادية سريعة ومرهقة، وحزن غير مبرر وكثرة الحركة، ودوار وضيق وتفكير في المجهول، وعصبية مفرطة من أتفه الأسباب أيضا.

أثناء جلوسي أحرك قدمي بشكل سريع، فأجد راحة في هذه الحركة، وأشعر أن عضلاتي مشدودة، ولدي أعراض عضوية حيث وجهي يتصبب عرقا، والأرجل باردة جدا، وهناك سخونة في جسمي تتحرك فترة النهار، هذه السخونة تصبح مثل نوبة الهلع، تستمر دقيقة وأشعر بعدها بوخز في جسمي خاصة الصدر.

أصبح نومي قليلا جدا وغير عميق، ولدي ألم شديد في منتصف القفص الصدري، وزادت نسبة تعرق الوجه بشكل كبير جدا، وكتمة عند أخذ الشهيق سببها الحزن والأسى، والتفكير بالحزن، وهذه الحالة من القلق تأتي على شكل نوبات، مرات صباحا ومرات مساء، هل هذه علامات القلق العام؟ علما بأنه حدثت معي الحالة ذاتها، وكنت من قبل تابعت عند أخصائي نفسي، وقال لي أنني أعاني من قلق عام، وكنت أتناول دواء لوسترال 50 لمدة 3 أسابيع قبل أن أقابله، بناء على أحد الاستشارات المشابهة تماما لحالتي، فقال الأفضل لك دواء آخر؛ لأن اللوسترال الأفضل يكون للنساء، أما الرجال قال يفضل دواء آخر لم يسميه، وقال بما أنني منذ أسبوعين على اللوسترال لا بأس بأن ترفع الجرعة إلى 100، وتستمر عليه فترة، وحقيقة استمريت لمدة شهرين فقط.

الآن أريد تجربة السيبرالكس صباحا والبوسبار مرتين، شبه بدأت فعليا، هل من نصيحة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بن علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أنت لديك استشارات سابقة، وقطعا الذي تحدثت عنه في هذه الاستشارة هو معاناتك مع القلق النفسي الذي سمته التململ الحركي، بمعنى أنك تتململ وتكثر من الحركة، ولا تستطيع التركيز على أشياء كثيرة، وهذا يتولد عنه قطعا نوعا من الاكتئاب الثانوي، والاكتئاب الثانوي في هذه الحالة لا يعتبر مرضا ضروريا أو هاما، حين يعالج القلق العام سوف يتحسن المزاج، وهذه الأفكار الغير عادية والسريعة والمرهقة قطعا هي ناتجة من القلق والتوترات، والتوتر النفسي القلقي يؤدي قطعا إلى توتر حركي، ولذا تكثر من الحركة والدوار -كما تفضلت وذكرت-.

أيها -الفاضل الكريم-: العلاج الدوائي طبعا جيد ومفيد، وفيه فائدة كبيرة جدا، ولا بأس أبدا من أن تنتقل من اللوسترال إلى السيبرالكس، واللوسترال أيضا دواء متميز، وحقيقة كلام الطبيب أن اللوسترال أفضل للنساء يقصد بذلك أنه سليم في حالات الحمل والإرضاع، غالبا هذا هو الذي قصده الطبيب، أما من ناحية الكفاءة والفعلية الدوائية فالدواء مفيد للرجال وللنساء بنفس المستوى.

عموما يمكن أن تنتقل الآن للسيبرالكس، والانتقال بسيط جدا وسريع جدا، ولن يحدث أي إشكال بالنسبة لك، ابدأ بتناول السيبرالكس بجرعة خمسة مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام- وفي ذات الوقت استمر على اللوسترال بجرعة مائة مليجرام، هذا يكون لمدة عشرة أيام، بعد ذلك توقف عن حبة واحدة من اللوسترال، أي اجعل الجرعة خمسين مليجراما، وارفع جرعة السيبرالكس إلى عشرة مليجرام يوميا، استمر عليها بهذه الكيفية لمدة أسبوعين، ثم توقف تماما عن اللوسترال، واجعل جرعة السيبرالكس عشرين مليجراما، وبهذه الطريقة نكون قد قمنا بعملية الاستبدال الدوائي بكل علمية، ولن تحدث لك أي تغيرات سلبية أو آثار انسحابية -بإذن الله تعالى-.

وجرعة العشرين مليجراما من السيبرالكس جرعة علاجية ممتازة، يمكن أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، لا بأس في ذلك أبدا، بعد ذلك انتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرام يوميا، وهذه أيضا تكون لمدة ستة أشهر أخرى، وخلال هذه الفترة يمكنك التواصل مع استشارات الشبكة الإسلامية، أو مراجعة طبيبك.

أما بالنسبة للبوسبار: فاجعل جرعته خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة ستة أشهر مثلا، وبعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول البوسبار، لا شك أنه دواء رائع، دواء سليم، وذو فعالية.

وحتى نضمن سرعة فعالية هذه الأدوية أريدك أن تتناول أيضا عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد) بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناوله.

الدوجماتيل سريع الفعالية أكثر من البوسبار، وسوف تستفيد منه كثيرا.

عليك طبعا بممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، وحسن إدارة الوقت، والتفاؤل، وتجنب النوم النهاري، والحرص على الصلاة في وقتها، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، واحرص على أن تنام مبكرا، وابدأ يومك بالاستيقاظ مبكرا وأداء صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة في المسجد، وعليك بالتواصل الاجتماعي، ولا تتخلف عن أي واجب اجتماعي، وكن نافعا لنفسك ولغيرك، واحرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات