أسباب ضعف الأمة الإسلامية وسبل علاجها

0 818

السؤال

ما هي أسباب ضعف الأمة الإسلامية؟ وكيف يمكن أن نعالج هذه الأسباب؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخ الفاضل/ حفظه الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن أمة تنتصر بطاعتها لله واتباعها لرسولها، وتنكسر بعصيانها لله وبعدها عن شرعه وهداه، ولعل ‏في هذا اختصار لأسباب السقوط، وما أحوجنا إلى قراءة تاريخ أمتنا بتأن وروية لاستخلاص العبر، ‏وأرجو أن نعرف أن أعداءنا اليهود درسوا تاريخنا وحضارتنا ووقفوا على أسباب نهضتنا فحالوا بيننا ‏وبينها، ولا يستطيع رجل منهم أن يصل إلى مواضع القرار إلا إذا تعمق في دراسة الحضارة الإسلامية، ‏وقد أيقنوا أنهم لن يتمكنوا من هزيمة المسلمين إلا إذا أسقطوا الخلافة الإسلامية التي كانت رمزا ‏لوحدتنا، وأبعدوا الشريعة الإسلامية التي أخرجت للدنيا خالدا والقعقاع والمثنى.‏

وعندما صدق سلفنا مع الله مشوا على سطح الماء، وكانت الدنيا في خدمتهم ومطر السماء، وقد ‏صدق سلمان عندما قال لسعد بن أبي وقاص: (إن هؤلاء صادقون مع الله ولذلك أيدهم وسخر لهم ‏البحر كما سخر لهم البر، وأخشى أن يأتي يوم يتخلى فيه المسلمون عن طاعة الله فيتأخر عنهم نصر ‏الله)، وقد بكى أبو الدرداء عند فتح قبرص، فقيل له: (تبكي في يوم نصر الله فيه دينه وأعز فيه جنده. ‏فقال رضي الله عنه: أبكي على حال هؤلاء الذين عصوا الله فسلطنا عليهم، وأخشى أن يأتي يوم ‏يقصر فيه المسلمون في طاعة الله فيسلط عليهم عدوهم) ولا شك أن الحالة التي خاف منها سلمان ‏واليوم الذي أشفق منه أبو الدرداء هو ما وصلنا إليه.‏

وإذا تتبع المسلم أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وقبل ذلك آيات القرآن وقف على جملة من عوامل ‏الضعف والهزيمة، فقد جاء في سياق الحديث عن غزوة أحد قوله تعالى: ((ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة))[آل عمران:152].
ومن هنا يتضح لنا أن الاختلاف وعصيان الرسول، ومخالفة الأوامر، وحب الدنيا، من أسباب ‏الضعف والانكسار.‏

وإذا نظر الإنسان في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى ‏الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء ‏السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا ‏رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).‏

وإذا تأمل الإنسان غثاء السيل فإنه يلاحظ فيه جملة من أسباب الضعف والخور، فغثاء السيل ليس له ‏قبلة ولا وجهة ولا هوية، وغثاء السيل يفتقر إلى النظام، وفيه معنى الخلاف، فليس بين أجزائه رابط، ‏وغثاء السيل تبع لحركة الماء، وهل أضاعنا إلا الدخول في حجر الضب خلف أمم الغرب مع شدة ‏ظلام حجر الضب وشدة ضيقه ونتن رائحته.‏

وللضعف أسباب أخرى عديدة، منها ما يلي:‏

‏1- الغزو الفكري والمتمثل في سبيل الشبهات.‏

‏2- حرب المخدرات والشهوات.‏

‏3- التنعم وعباد الله ليسوا بالمتنعمين.‏

‏4- ضعف مناهج التعليم، وضعف طرق تدريسها.‏

‏5- الغزو الإعلامي مع غياب دور الأبوين في التوجيه والرعاية.‏

‏6- غياب الشريعة، والقعود عن الجهاد.‏

‏7- الدعوات القومية والوطنية التي فصلتنا عن تاريخنا المجيد وفرقت جمعنا.‏

‏8- الجهل والبدع.‏

وإذا أراد الإنسان أن يختصر أسباب النصر فإنه يستطيع أن يقول: إن الله أعزنا بالإسلام فمتى ابتغينا ‏العزة في غيره أذلنا الله، وإذا تركت الأمة الجهاد كتب الله عليها ذلا لا ينزعه حتى يراجعوا دينهم، ‏فالعودة إلى الله سبب لكل خير، والبعد عن الله سبب لكل شر وهوان.‏

ولابد من تربية جيل النصر المنشود على كتاب الله ومائدة السنة النبوية الشريعة، وإعادة النظر في ‏مناهجنا، وخاصة الجوانب الحضارية المشرقة التي تعهد الأعداء إخفائها وتشويهها، والخير باق في أمة ‏النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فإن أمتنا لا تموت، ونحن نحتاج إلى ‏لحظة صدق مع الله، وأحسن الشاعر حين قال:‏
ولو صدقوا وما في الأرض نهر ** لأجرينا السماء لهم عيونا ‏
ولأخضعنا لملكهم الثريا ** وصيرنا النجوم لهم حصونا ‏

وقال تعالى: ((وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا))[الجن:16].‏

والله ولي الهداية والتوفيق.‏

مواد ذات صلة

الاستشارات